أعادت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في القاهرة طرح كتاب شرح التائية الكبرى لابن الفارض، تأليف عفيف الدين سليمان بن علي التلمساني (610-690ه)، تقديم وتحقيق جوزيبي سكاتولين؛ أستاذ التصوف السلامي في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية بروما مصطفى عبد السميع سلامة؛ باحث تحقيق التراث بدار الكتب المصرية. يعرض المستشرق شرح عفيف الدين التلمساني على قصيدة التائية الكبرى لابن الفارض، اعتماداً على نسخة خطية له محفوظة في مجموعة طلعت الملحقة بدار الكتب المصرية بالقاهرة، التي تعتبر قراءة أخرى لقصيدة التائية الكبرى لابن الفارض، وفي مقدمتها تناول المستشرق حقيقة التصوف في الإسلام عامة، حتى القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي، وترجمة موجزة لصاحب التائية الكبرى، وهو الشاعر الصوفي المصري عمر بن الفارض، وأعقبها بترجمة صاحب شرح التائية، عفيف الدين التلمساني؛ التي تعتبر من أوائل الشروح، مع عرض لمذهبه الصوفي الذي تأثر، على ما يبدو، بالفلسفة الصوفية للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي. يعتبر الشاعر الصوفي المصري عمر بن الفارض من أبرز الشعراء في مجال وصف الحب الصوفي حتى لقب بسلطان العاشقين، لأسلوبه الفريد في التعبير عن مشاعر الحب والإشارات الرمزية الرفيعة، وقد ذكر التلمساني في مقدمته أن الأسباب التي دفعته لشرح هذه القصيدة هي أن اسم ابن الفارض له صيت واسع في العالم الصوفي، ولأن الحب يحتل مكانًا متميزًا في شعره. قدم التلمساني بعض الأفكار الرئيسية التي بنى عليها شرحه لقصيدة ابن الفارض التائية الكبرى لكي نفهم الكثير من مصطلحاته، ولكي ندخل في العالم الروحي الخاص به، وأضاف أيضاً إن من الأسباب التي دفعته لشرح هذه القصيدة هو الدفاع عن الشاعر الصوفي عمر بن الفارض ضد بعض العلماء الذين شككوا في عقيدته.