عندما يصبح المستحيل.. ممكناً!

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يرتبط نشاط عملك بزرع الأمل وبناء الثقة، فلا بد أن تعي وتقنع بأن المستحيل ليس أكثر من حروف أبجدية أوجدتها البشرية، والإنسان وحده يستطيع تجاوز ما صنع. في ساعة كتابة تلك الكلمات ستكون هناك أعدادٌ من البشر قد فقدوا معنى الأمل وأعدادٌ أكبر قد عاد إليهم الأمل، إنّه ما كان مستحيلاً فقد أصبح بالاستطاعة وضمن حدود القدرات البشرية، فالإيمان بالله والثقة بأن كل ما يأتي من عند الله خير يصنعان ثقة ويرفعان مستوى الإيمان وتذوب معهما حروف المستحيل ليعاد تشكيلها وتصبح لا مستحيل، فهي الحروف نفسها ولكن بإعادة النظر تصبح مختلفة. إنها دعوة لكل أب ولكل أم، لكل معلم ومعلمة، لكل شخص مؤثر في ذلك المجتمع.. أنت مدعو لزرع الثقة وإعادة تشكيل مفهوم «المستحيل» إلى «لا مستحيل»، اجعل كلماتك وقبلها أفعالك تساعد من يتأثرون بك بنسيم الأمل والثقة. فالتفاؤل والثقة، كما الوردة الجميلة، يمكن زراعتها وتنميتها لتنشر عطراً فواحاً. فلا تساعدوا أبناءكم وطلابكم على الاستسلام والاختباء خلف المبررات بل علّموهم أنّ التوكّل على الله ثمّ العمل وما يأتي هو من عند الله خير. تنقص أبناءنا الثقة، تنقص أبناءنا كلمات الثقة والتشجيع. في حقيقة الأمر لا اختلاف بين «المستحيل» والـ «ممكن»، فكلاهما يبدآن بحديث قادم من الذات فيؤمن به القلب وتعمل به الجوارح ويظهر أمامنا سلوكاً، فحديث الذات هو ما يجعل المستحيل ممكناً، فلا تستهينوا بمجموعة كلمات تخرج من أفواهكم تجاه ابنائكم فقد تصنع ذلك الفرق، الصغير بحروفه، الكبير بتأثيره، إن الفرق بين المستحيل والممكن يرتبط بإيمان الفرد بقدرته على الإنجاز، وأنّ ما يراه مستحيلاً قد يصبح صعباً ومع العمل يتحول ليكون ممكناً. لذا فالتنشئة الاجتماعية، سواء القادمة من الأسرة أو المدرسة هي صاحبة التأثير الأكبر في بناء مفهوم الذات لدى الأبناء، فاحرصوا على بناء هوية تبحث عن حلول وخيارات جديدة ولا تستهلك وقتها في نسج المبررات، تبحث عن الشموع لتضيئها ولا تقضي وقتها في تركيب كلمات العجز والشكوى. ما نراه اليوم في بعض مجالسنا من بعض الأفراد، كباراً وصغاراً، هو حديث سلبي باحث عن المبررات قبل الحلول، يتقن فن الانسحاب أكثر من المواجهة، قد تربى على حروف كلمة «المستحيل»، يجب أن نؤمن أن التغيير يبدأ من الذات، والتغيير ممكن إن بدأت بنفسك، وابتعد عن تقييم الآخر، بل اجعل نفسك نموذجاً للإيجابية ليقتدي بك الآخرون. إنّ التفكير هو ما يحكم قدرة الفرد على العمل والإنجاز من عدمه، فاحرصوا على بناء فكر إيجابي بين أبنائكم، واجعلوا عقولهم تؤمن بأنّ المستحيل ممكناً، أبدأوا حديث الذات الآن، فتكونوا قد بدأتم بتشكيل هوية فرد يؤمن بأنّ الإيمان والعمل الجاد حتماً سيقودان إلى جعل المستحيل ممكناً!د. عبد الفتاح ناجيabdelfttahnaji@yahoo.com

مشاركة :