الجزائر ترهن تعديل اتفاق الصخيرات بإرادة الليبيين

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

وضعت الجزائر الزيارة التي بدأها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج إليها أمس، في إطار جهودها المستمرة لاستكمال الحل السياسي التوافقي الذي تنفذه الأطراف الملتزمة، وقالت إنه «شكل فرصة لتقييم المسار الجاري ودراسة إمكانيات وسبل المساهمة في استتباب السلم والأمن في إطار شامل، وفقا للشرعية الدولية».وأكد عبد المالك سلال، رئيس الحكومة الجزائرية، لدى استقباله السراج أمس، مجددا «استعداد الجزائر للوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق في كل الظروف». وفي المقابل، لفت السراج إلى ما وصفها بـ«العلاقة الوثيقة» التي تجمع بين ليبيا والجزائر، مشيرا إلى الزيارة «الناجحة» لوزير الدولة الجزائري عبد القادر مساهل إلى ليبيا مؤخرا.وأضاف مساهل موضحا أن زيارته إلى ليبيا «تندرج في إطار اللقاءات المستمرة بين الجزائر وليبيا»، ونوه بجهود الجزائر لإيجاد حلول ناجعة للأزمة.وزار السراج «مقام الشهيد» بالجزائر العاصمة، رفقة مساهل الذي كان قد استبق زيارة السراج بدعوته الليبيين إلى تقرير مصيرهم بأنفسهم في إطار مسار تسوية الأزمة التي تضرب بلدهم منذ سنة 2011.وحث مساهل في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس عقب انتهاء الاجتماع الوزاري الـ11 لدول جوار ليبيا بالجزائر، على ضرورة «اجتماع المسؤولين المحليين النافذين في القبائل والطوارق حول طاولة حوار واحدة».وحول إمكانية تعديل اتفاق السلام المبرم برعاية الأمم المتحدة قبل نحو عامين في منتجع الصخيرات بالمغرب، عدّ مساهل أن القرار يعود لليبيين، وشدد على أن «القرار سياسي بحت تم اعتماده من قبل الأطراف الليبية، التي تملك كل الصلاحيات لإدراج التعديلات التي يرونها ضرورية»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.وكان السراج قد التقى قبل سفره إلى الجزائر بمجموعة من ضباط الجيش الليبي، مساء أول من أمس، حيث تناول الاجتماع آخر التطورات على الساحة الليبية والوضع الأمني في البلاد بشكل عام. وقال السراج في بيان له إن الضباط قدموا شروحاً مفصلة لما تم اتخاذه من إجراءات لدعم المؤسسة العسكرية وتوحيدها، واستعراض برامج للتجهيز والتدريب والتأهيل في الأكاديميات والمؤسسات الأمنية، عاداً أن لقاءاته الأخيرة مع عدد من الأطراف السياسية هي دعوة للحوار وللمصالحة الوطنية، وأكد تمسكه بمبادئ المسار الديمقراطي والفصل بين السلطات، كما شدد على أن «ليبيا تبنى بعقول وسواعد الليبيين جميعا دون تهميش أو إقصاء... وبيدنا أن ننهي على الفور معاناة الليبيين، ونطلق معاً مسيرة البناء والتعمير، ولن نسمح بأن يستمر مسلسل المناورات والمساومات، وعلى الجميع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية».كما أشاد السراج خلال اجتماع آخر عقده السفير التركي لدى ليبيا أحمد دوغان، بالتزام الحكومة التركية بما تم الاتفاق عليه مؤخرا خلال زيارته الرسمية إلى أنقرة من عودة الشركات التركية لاستكمال أعمالها، وإعادة تشغيل محطتي الخمس وأوباري، حيث بدأ إنتاج الطاقة في هاتين المحطتين، معربا عن أمله في أن تكتمل عودة الشركات التركية العاملة في القطاعات الأخرى في أقرب وقت.وفى بنغازي شرق البلاد، أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي سيطرتها على ميناء بنغازي البحري، وقالت إنها بدأت في عمليات تمشيط وإزالة للعوائق بعد هزيمة الجماعات الإرهابية.وتوعد العميد ونيس بو خمادة، قائد القوات الخاصة التابعة للجيش، بهزيمة العناصر الإرهابية المتحصنة في منطقتي الصابري وسوق الحوت، آخر معاقل الجماعات المتطرفة في المدينة، عاداً أنه «لا مفر للجماعات الإرهابية، ونهايتهم باتت وشيكة».وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تخوض حرب شوارع منذ أول من أمس في منطقة «سوق الحوت»، فيما قدرت مصادر أخرى لوكالة الأنباء الليبية الرسمية كمية الألغام المزروعة في محور شمال بنغازي بأكثر من 37 ألف لغم أرضي زرعت على أيدي الإرهابيين.كما أعلن الجيش عن إحباط محاولة هروب جماعي لبعض المتطرفين عبر البحر، مشيرا إلى أنه تمت تصفيتهم خلال عملية اشتباك.وطبقا لما أعلنه العقيد ميلود الزوي، الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة، فإن 11 جنديا قتلوا، بينما أصيب 55 جنديا خلال المعارك التي تسعى قوات الجيش لحسمها بصورة نهائية قبل الأسبوع المقبل، حيث من المنتظر أن يتم إجراء احتفال رسمي بحضور مسؤولين عرب ودوليين بمناسبة مرور 3 سنوات على انطلاق عملية «الكرامة» العسكرية، التي أعلنها المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش لتحرير بنغازي من قبضة الجماعات الإرهابية.إلى ذلك، كشف الجيش المصري أنه أحبط ما وصفها بمحاولة لاختراق الحدود الغربية مع ليبيا بعد تدمير 15 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المهربة. وقال بيان للمتحدث العسكري إن تشكيلات من القوات الجوية قامت بناء على معلومات مخابرات باستطلاع ورصد السيارات التي كانت تستعد للتسلل إلى داخل الحدود المصرية، وتعاملت معها فور اختراقها خط الحدود الدولية.

مشاركة :