حذر اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني وكيل جامعة نايف للعلوم الأمنية من عمل يدار في الخفاء تديره جماعات إرهابية تستهدف المبتعثين لتجنيدهم لتنظيماتهم الضالة. وقال إن العمل والتخطيط الذي ينظم ويخطط عمل كبير يستهدف أبناء الوطن الشباب وبخاصة المبتعثون بالخارج الذين هم في مقتبل العمر ولا يملكون النضج الكافي لصد محاولات هؤلاء الضالين وتأثيرهم على الشباب من خلال استغلال حماسهم والدفع بهم في طريق الضلال و الإرهاب. وأرجع الدكتور الجحني تأثر بعض الشباب بالأفكار الإرهابية إلى ضعف التحصين من قبل الجهات المختصة بالابتعاث في توعية الشباب من حملات تستهدفهم للتأثير عليهم فما يقدم من إشراف ومتابعة وتوعية يعد ضعيفا بالنظر إلى المخططات التي تستهدف الشباب. وقال إن الأسر دورها ضعيف في توعية أبنائها ومتابعتهم والتواصل معهم وتبيان مخاطر الأفكار الهدامة التي تعمل عليها تنظيمات إرهابية تريد بهم الشر وتدفعهم إليه مستغلة حماسهم الديني فيقع الزلل خاصة أن الشباب يتفاجئون بصدمة كبيرة للحياة بالخارج وتتغير كثير من المفاهيم من خلال الانبهار بالحضارة الأجنبية. وقال د. علي الواجب: التعرف على الخصائص الدينية والاجتماعية والفكرية والنفسية للفئة الضالة والدراسات توضح ان تعليمهم يتراوح بين الابتدائي والمتوسط والنسبة الكبرى منهم تحت سن الثلاثين وتدني الحصيلة الشرعية ولم يتلقوا علمهم من العلماء الثقات إنما تلقوه عن طريق الاستماع للتسجيلات الصوتية والمواقع الالكترونية حيث مورس عليهم أنواع مختلفة من التأثير الفكري للتشكيك في المسلمات التي كانوا يؤمنون بها والوثوق بأفكار الجماعة التي يؤمنون بها والحكم على المجتمعات الإسلامية بالكفر والجهل والتبعية. وزاد خلال حديثه بمحاضرة حملت عنوان الابتعاث والحصانة الفكرية استضافها رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بدر الراجحي من مؤشرات الانحراف الفكري والتي يمكن التعرف عليها من خلال الموقف من السلطة والعلماء ومفهوم الجهاد لديهم والاهتمام الجغرافي والخطاب الديني والقضايا المحلية. وبين الدكتور الجحني ان من وسائل التحصين الفكري بيان الحكم الشرعي لمرتكبي الجرائم الإرهابية واحترام ولاة الأمر والعلماء ونشر ثقافة الأمن الفكري وتعميق المسؤولية الشخصية والاجتماعية والتحذير من ثقافة الإحباط وإظهار وسطية الإسلام وتسامحه واعتداله ودعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه وإشراك المجتمع ومؤسساته في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون مع الجهات الأمنية وإعداد سلسة من الكتب والنشرات والمقالات والاهتمام بإعادة تأهيل المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب وتعزيز الحوار البناء والولاء والانتماء والاهتمام بالخطاب الإعلامي وبدور المساجد والدعاة والرقابة الأسرية والدعاء للأبناء بالهداية. وقال من متطلبات الابتعاث الحصانة الفكرية و إعادة النظر بمعايير الابتعاث والتركيز على الابتعاث في الدراسات العليا التي يفترض أنها في إطار النضج فكرا وسلوكا وتحصينا ضد الانحرافات وانتقاء من يخضعون للابتعاث وإخضاع من يتم قبولهم لدورات تحصينية وقائية وتعزيز إمكانيات الملحقيات الثقافية والتعليمية في سفاراتنا بالخارج. وزاد فلسفة الأمن الفكري تدور حول ضرورة حماية فكر الإنسان وعقله في إطار مقاصد الشريعة والوسطية والاعتدال وكل ما كان الإنسان معتدلا في تفكيره متوازنا في تصرفاته لمنهج الوسطية غير مغال أو مجاف استطاع أن يكون متصالحا مع ذاته والآخرين فالأمن الفكري هو حماية للمصالح المعتبرة الضرورات الخمس والوحدة الوطنية. بدوره أكد رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية بدر الراجحي في تعليقه ان كل بلدان العالم تعاني من الإرهاب كما هو الحال في المملكة التي استطاعت بحنكة قيادتها الحازمة في تجفيف منابعه والقضاء على كثير من قادة الفكر المنحرف بتوفيق الله ونصره وبالتالي نجاح الدولة في القضاء على الفكر المنحرف أصبح مضرب مثل لدى مختلف دول العالم حيث كرمت اعلى سلطة دولية في مكافحة الإرهاب كرمت سمو ولي العهد بمنحه اعلى وسام لجهود سموه في القضاء على الإرهاب. وأضاف الإرهاب تضرر منه الجميع حتى أن الأعمال والمشاريع الإنسانية تضررت بفعل هذا الإجرام الذي يحصل في كل البلدان بالعالم فكثير من الأعمال الخيرية أصبح عليها تضييق في كثير من الدول. وقال الراجحي وسائل التواصل والنت أصبحت تشكل خطرا عظيماً لذلك لابد من إيجاد ضوابط تحكم هذه الوسائل الخطيرة التي أصبحت تشكل خطرا على الأمن الوطني والموروث الاجتماعي. وطالب الراجحي بوضع مشرفين قريبين من المبتعثين للمتابعة والرقابة المستمرة على فكر وسلوكيات المبتعثين حتى تتحقق المصلحة ونضمن سلامة الفكر والسلوك لمن ابتعثوا لخدمة وطنهم وأمتهم. وإجابة لسؤال مطروح أكد الدكتور علي أن نقاط الضعف التي يمكن ان تستغل للنيل من سلامة المبتعث وأمنه الفكري من أهمها حب الظهور وكثرة التذمر والتعاطف مع الأفكار المناوئة والشهوات والشبهات والإغراءات وتضييع الوقت وتعاطي المسكرات والمخدرات والمحرمات والجهل بالمبادئ والقيم والغفلة. وأضاف إزاء ذلك فإنه يتعين على المبتعث مخافة الله في السر والعلن عدم المجاملة على حساب الدراسة التكيف الراشد والانضباط والمثابرة والانشغال بأمور الدراسة وتجنب رفقاء السوء واتباع الإجراءات النظامية والقانونية.
مشاركة :