حماس وحسم.. تشابه المقدمات الإخوانية واختلاف المسارات السياسية

  • 5/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مواقف حركة حسم المصرية وحماس الفلسطينية الأخيرة دليل على أكذوبة “الوحدة الإسلامية الكبرى”، وأنه إذا كانت الفصائل داخل تيار الإسلام السياسي متناقضة بهذا الشكل، ولا تكاد تجتمع على رؤية موحدة وهي التي تشرب من معين فكري واحد، فكيف ستوحد المسلمين ضمن حلم الخلافة المزعوم؟ واعتبر منير أديب الخبير في الحركات الإسلامية وثيقة حماس الأخيرة جزءا من تحركات إسرائيلية لترتيب وضعيتها في الشرق الأوسط، بالتوافق مع أنظمة حكم وتنظيمات منها حماس. وأوضح لـ”العرب” أن حماس تخلت عن مبادئها وثوابتها مسايرة للواقع، وارتضت بالتفاوض وانقلبت على مشروعها السابق حتى على الحركة اﻷم التي انبثقت عنها، وشدد على أن حماس تدرك أن إسرائيل دولة عقائدية ولن تستغني عن فكرة القدس عاصمة لإسرائيل، لافتا إلى أن إسرائيل التي تسعى حماس لإرضائها لا تقبل بحدود 1967 وتعلن أنها سوف تقيم دولتها على كامل الأرض التي تحتلها. وألمح البعض من المراقبين إلى أن التنازلات الحمساوية تقضي بألا تصنف الإدارة الأميركية جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، مستدلين بلقاءات قادة حماس بقادة الإخوان ومرجعيتها الفقهية قبل إصدار الوثيقة بالدوحة، ومواصلة زيارات قادة الجماعة للكونغرس الأميركي. في هذا السياق كان لافتا ما كتبه وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي مؤخرا في مقال له يطالب فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتخلي عن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، مشيدا بتعاون إخوان مصر مع إسرائيل عندما تولوا السلطة، وبتجربة إسرائيل مع حماس في غزة بعد وصولها للسلطة في انتخابات العام 2006، وكيف أن الحركة تخلت عن موقفها المعادي لإسرائيل، ما تسبب في حدوث انشقاقات داخل الحركة ليظل التيار المسيطر على الحركة هو التيار الذي يعترف بإسرائيل.حسم التي استمدت أدبياتها من خطاب شقيقتها حماس، تعتبر الجيش المصري قوة احتلال وتصمم على كسره وعلى جانب آخر، فإن حركة حسم التي استمدت أدبياتها من خطاب شقيقتها حماس الفلسطينية الثوري ومنهجها الأيديولوجي، تعتبر الجيش المصري قوة احتلال وتصمم على كسره هو وجهاز الشرطة لإزالة ما تسميه “المظالم” واسترداد الحقوق وإعادة السلطة المنتخبة للحكم، في إشارة إلى جماعة الإخوان، وتحمل بياناتها لهجة ثأرية “فلا استسلام” حتى إسقاط ما تسميه الحركة «الاحتلال العسكري لمصر». ومعروف أن حسم تبنت العديد من عمليات الاغتيال والهجوم على كمائن للشرطة المصرية، كان آخرها كمين مدينة نصر الذي أوقع ضابطين وأمين شرطة، ووثقت في أول إصداراتها المرئية في يناير الماضي عدة عمليات قامت بتنفيذها، وتوعدت خلاله بالانتقام قائلة “لتعلم أيها القاتل أن دماء نحن أولياؤها لن تبقى مهدرة، وأن كل دم نصيبه منكم لا يفي بقطرة واحدة من دماء شهدائنا، وإنما نعد لك عدا”. ولمس خبراء أمنيون تطورا عسكريا ملفتا في أسلوب تنفيذ حركة حسم لعملياتها حيث استخدمت في عمليتها الأخيرة للمرة الأولى سيارتين، وكان عدد المهاجمين ثمانية تميزوا بالاحترافية والدقة، وأرجع أحد أعضاء الإخوان الهاربين بتركيا ذلك إلى أن هذه العملية تم تنفيذها من قبل “فرقة العمليات الخاصة بالحركة” التي تباشر عملها لأول مرة. مصادر سياسية رأت أنه لا حركة حسم ولا حركة حماس قادرتان على تحقيق أهدافهما، في ظل هذه الانتهازية السياسية التي تتلحف برداء الدين، وقالت إن المقاومة الحقيقية تقوم على دول بكيانها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وعلى حزمة سياسية وأمنية وعسكرية واحدة متضافرة في نهج استراتيجي واحد قوامه الدولة، أما مشروع تلك الجماعات الإسلامية الأيديولوجية فلا ينتج سوى كانتونات طائفية وانقساما مجتمعيا وسياسيا يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل.

مشاركة :