(1) لايمكن أن يحدث نقاش بصوت عالٍ حول موضوع ثقافي بين مثقفَيْن! يحدث ذلك بين «الأدعياء» فقط! ولا يجادل حصيف أن كلما زادت ثقافة المرء قلّ كلامه، وانخفض صوته، وترك المراء، وتلحف الصمت! (2) الوسط الثقافي -بطبيعته- هادئ، لايعرف الضجيج، ولايتقنه!، ذلك الضجيج الذي يبرع به الرياضيون، والباعة! (3) ولا يستوي الذي تهذب بالعلوم مع ذاك الذي يدّعي الثقافة زورا وبهتانا، إذ إن المثقفين في قلق مستدام، يدركه إني الَّليْلِ وطرف النهار!، والنقاش فاضح، فالمثقف يُناقش بهدوء لأنه «يبحث» عن الحقيقة!، بينما يصرخ «مُعارضه» لأنه «يدافع» عن وجهة نظره! (4) وحسبك أن المثقف شغوف بالبحث، محب لنظرائه، غيور على «الانتلجنسيا» برمتها!، يشعر بلذة الفوز عندما تعترضه فكرة يجهلها، ولا بأس لديه أن يكون الحق مع محاوِره، فكل ذلك دافع للبحث.. ويسألونك عن مجادلة المثقف فقل ألفيناه يصنع القواعد ويدرك المقاصد، حيث ينصب تفكيره على الفكرة، و»الشخصنة» داء لا يصيب من يقرأ !، ينافح عن الفكرة من أجل الحقيقة وحسب، وتتصرم الأيام وهو في استزادة، واستضاءة، في إطارات القلق، ومسارب الشك والبحث.. (5) المثقف طالبٌ على الدوام، تغويه المعلومة، وتغريه المعرفة، يكره المجالس المجدبة، ويهرب بعقله عن الجدل البيزنطي!، يقوده العقل، لا القلب والهوى وإلا ملأ الفضاء صراخا.. عقل المثقف: ثروته.
مشاركة :