قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تشكيل لجنة بإشراف المستشار محمد عبد السلام المستشار القانوني والتشريعي للأزهر، لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين.وذكر المستشار عبد السلام أن هناك عدة اجتماعات مع عدد من الخبراء والمختصين لعرض الأفكار الأولية على شيخ الأزهر، موضحا أن الدكتور الطيب وجه بأن يتم العمل بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة على إعداد مشروع القانون، تمهيدا لعرضه على هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية بالأزهر) لمناقشته، ثم تقديمه إلى مجلس النواب (البرلمان) خلال دور الانعقاد القادم وفقا للإجراءات المُنظمة لذلك.وسبق أن حقق الأزهر نجاحا كبير داخليا وخارجيا لنشر السلام العالمي، عقب زيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس لمقر المشيخة وحضوره مؤتمر الأزهر العالمي للسلام... وهي الزيارة التي حملت رسالة عالمية لنشر السلام بين أتباع الأديان، ورسخت أسس السلام بين مختلف الحضارات والثقافات.من جانبه، أوضح المستشار محمد عبد السلام في بيان لمشيخة الأزهر أمس، أن «الغرض من إعداد مشروع القانون المقترح، هو تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التي تمارس باسم الأديان وهي منها براء».وكان الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، قد قال في برنامجه التلفزيوني على إحدى الفضائيات الخاصة قبل أيام، تصريحات أساءت للديانة المسيحية والمسيحيين، ما أدى إلى موجة غضب كبيرة ضد آرائه التي حملت إشارات للحض على الكراهية، والاصطدام بقيم المواطنة والحقوق المتساوية التي ينص عليها الدستور المصري، ما دعا لتحديد جلسة لمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، عقب مطالبات بذلك.وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قد تبرأ مما صدر عن عبد الجليل، وقال المجمع إن ما صدر عنه هو تعبير عن رأي شخصي له، ولا يُعبر لا عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس، ولا يعبر عن أي هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه... فالأزهر يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين.ويذكر أن قانون الأزهر الجديد يأتي في إطار جهود الأزهر في مكافحة العنف والتطرف، والعمل على نشر الخطاب المستنير ومواجهة الأفكار الشاذة والخارجة عن سماحة الأديان، واتخاذ كافة السبل من أجل نشر ثقافة التسامح والأخوة بين الناس ومنع كل ما من شأنه إثارة الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.وقال مصدر مطلع بالأزهر إن «القانون الجديد يُعزز السلام ويشيع روح التعاون والصداقة، ويؤكد على ضرورة عدم الخلط بين العنف والكراهية والإيمان».
مشاركة :