أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم أن الفترة المقبلة ستشهد نقلة نوعية جديدة في المبنى والبيئة المدرسية، والأنشطة اللاصفية، وتطويراً في منظومة الإرشاد والتوجيه للطلبة، وغيرها الكثير. وقال معاليه إننا «لن نجامل على حساب طلبتنا ووطننا، لذلك نحن ماضون قدماً في تطوير المنظومة التعليمية». جاء ذلك خلال انطلاق أعمال ملتقى «رحلة المدرسة اﻹماراتية» الذي نظمته وزارة التربية والتعليم يوم أمس، في فندق جراند حياة بدبي، بحضور نحو 1600 من القيادات التربوية والمعلمين وأولياء اﻷمور والطلبة. وأكد معاليه أنه بعد مرور نحو عام على انطلاقة "المدرسة الإماراتية" بفضل دعم القيادة الرشيدة لها أثبتت فعاليتها وقدرتها على إحداث الفارق في مسيرة التعليم في الدولة. ويأتي ملتقى رحلة المدرسة الإماراتية بطرح تربوي جديد تتفاعل من خلاله كافة أطياف الميدان التربوي عبر مناقشة قضايا تعليمية محورية تشغل اهتمام المجتمع، ويهدف إلى ترسيخ مرحلة جديدة من العمل التشاركي البناء للخروج بتصورات ومبادرات وأفكار تثري خزينة خطط وزارة التربية لبلورتها إلى عمل تربوي مستدام.شهد الملتقى معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، وعدد من القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم. تحديات كما ناقش الملتقى مجموعة من التحديات التعليمية، وبحث في آفاق وفرص تعزيز مسارات التعلم عبر مجموعات نقاشية تتكون من المعلم والطالب وولي اﻷمر ومدير المدرسة، كما تضمن الملتقى عرضاً تقديمياً لمعالي حسين الحمادي عن المدرسة اﻹماراتية وشرحاً عن قضايا تربوية محورية لمعالي جميلة المهيري. وفي مستهل الملتقى، قدم معالي حسين الحمادي عرضاً تقديمياً عن المدرسة الإماراتية، مؤكداً أن الملتقى يمثل طرحاً تربوياً جديداً ارتأت الوزارة اتخاذه منهجية عمل في رحلة تطوير التعليم، إذ تتفاعل من خلاله أطياف الميدان التربوي عبر مناقشة قضايا تعليمية محورية تشغل اهتمام المجتمع. وقال معاليه «ارتأت وزارة التربية وبعد دراسات معمقة أخذت بعين الاعتبار مسألة الاستفادة من عامل الوقت بحيث يشمل التطوير في منظومتنا التعليمية كافة المراحل الدراسية في التعليم العام، وعدم اقتصاره على صفوف دراسية معينة، وذلك بغية تحقيق نقلة نوعية فارقة في التعليم بأسرع وقت، ووضع الأسس التربوية الضامنة لذلك، فضلاً عن الحاجة الماسة لمواكبة بنود أجندتنا الوطنية لعام 2021 التي خصصت للتعليم مساحة كبيرة بموجبها يتعين تحقيق أهداف تكسب المنظومة التعليمية بالدولة الريادة والتنافسية». وأوضح معاليه أن تطوير التعليم بالدولة اشتمل على مسارات عدة كان من بينها تطوير ومواءمة واستحداث المناهج، فضلاً عن تطوير مصادر التعلم، فيما نحن الآن بصدد إطلاق أكبر مشروع لصيانة المدارس لتهيئتها بشكل عملي كي تستوعب حجم التغيير في مفاصل منظومتنا التعليمية، وسيتم البدء بتطبيق المشروع في الفترة القليلة المقبلة، حيث سيتم إنشاء مدارس بمواصفات عالمية تستوعب 2400 من الطلبة، فضلاً عن العمل على دمج مدارس أخرى واستحداث مدارس نموذجية بمواصفات عالية الجودة. عام استثنائي من جانبها أكدت معالي جميلة المهيري في كلمتها أن عام 2021 سيكون عاماً استثنائياً لدولة الإمارات بما سيحمله من منجزات اقتصادية وتنموية وتحقيق أهداف وأجندة تعليمية مهمة. وتطرقت معاليها إلى موضوع الاختبارات الدولية، مستشهدة بمدرسة الهمة التي اجتهدت وثابرت وتغلبت على التحديات لتتمكن من تحقيق أهداف اﻷجندة الوطنية. محاور من جانبها استعرضت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، محاور النقاشات التي خاض فيها المشاركون بالمؤتمر، مؤكدة أن النقاشات من شأنها التعرف إلى نقاط القوة في رحلة المدرسة الإماراتية، وفي الآن ذاته معالجة نقاط الضعف. بدوره تحدث الخبير التربوي السنغافوري البروفيسور سارفانان غوبيثان في ورقة عمل له عن آفاق تطوير التعليم مستعرضاً التجربة السنغافورية في التعليم، مؤكداً أن تجربة تطوير التعليم في الإمارات مشابهة إلى حد كبير تجربة سنغافورة، وأن السياسات التربوية في الإمارات رائدة وتستجيب للخطط الوطنية الطموحة للدولة. ثلاث مبادرات أعلن معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، عن ثلاث مبادرات لتطوير مهنية التعليم، والمبادرة الأولى هي منحة معلم المستقبل وتعد فرصة للشباب الإماراتيين للحصول على الدرجات العلمية والدعم المهني، وستعمل الوزارة على توفير منح دراسية في الجامعات المختارة وسيكون لهم أولوية التعيين في وزارة التربية، والمبادرة الثانية وهي مشروع تأهيل المهندسين الذي يهدف إلى استقطاب خريجي الجامعات المتميزين وذوي التخصصات النادرة وتدريبهم وتأهيلهم للعمل كمعلمين ويمنح البرنامج مزايا للمواطنين في درجات التعيين ومنحهم دورات تدريبية، والمبادرة الثالثة وهي علم لأجل الإمارات وتهدف إلى تعزيز ثقافة التطوع وتشجيع القطاعين العام والخاص على دعم مهنة التعليم. 5 سمات وحدد معاليه السمات الرئيسية لخريج المدرسة الإماراتية في 5 سمات عند تخريج طالب المرحلة الثانوية أهمها بأن يكون ملماً بأحدث التقنيات وقادراً على توظيفها توظيفاً مهنياً وبشكل فاعل، وأن يكون ثنائي اللغة، معتزاً بهويته الوطنية، مبتكراً ومفكراً و ناقداً وقادراً على حل المشكلات، بالإضافة إلى تمتعه بقيم واضحة من المسؤولية والنزاهة والشفافية والعمل الجاد وقادراً على ريادة الأعمال. وأوضح معاليه أن الثنائية اللغوية تأتي من تدريس مادتي اللغة العربية والإنجليزية على أن يكون الطلبة قادرين على توظيف اللغة وفنونها ومهاراتها في التحليل العلمي وحل المشكلات والتفكير الناقد المؤدي إلى تعزيز مهارات الاتصال والتواصل وكذلك في المواقف الاجتماعية والأكاديمية، متمكنين من مهارات القراءة والتحدث والكتابة في كلتا اللغتين بكفاءة وظيفية في المجالات الاجتماعية والفنية. وشملت سمة الهوية الوطنية: أن يكون الطلبة قادرين على التعبير عن انتمائهم إلى العائلة والمجتمع معتزين بالجذور العربية لوطنهم، مظهرين الوفاء والمواطنة والمسؤولية تجاه وطنهم وقضاياه ومبدين معرفة معمقة بدينه وتاريخه ولغته ومصيره المشترك . أما سمة الابتكار والتفكير الناقد وحل المشاكل، تجعل الطلبة يعبرون عن أفكارهم وآرائهم بانضباط وتوازن، متمكنين من استخدام مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارات التواصل بفاعلية. 8 محاور نقاشية تضمنت النقاشات التي جرت في ملتقى «رحلة المدرسة الإماراتية» ثمانية محاور رئيسية، بحث خلالها المشاركون عدة مواضع مهمة، وهي محور مسار النخبة والذي تم خلاله التعريف بمشروع النخبة والتسويق له ووضع توصيات ومبادرات تطويرية للمشروع وكيفية تسويقه في المجتمع والتعريف به، ومحور مدرسة إماراتية إيجابية والذي حدد الاستراتيجيات والمبادرات التي تجعل المدرسة الإماراتية ذات سلوك مهني إيجابي بكل عناصرها، كما ناقش محور «ولي أمر داعم للمدرسة الإماراتية» الاستراتيجيات والآليات المحفزة لأولياء الأمور ليكونوا شركاء حقيقين في عمليات تعلم أبنائهم ودعم ومساندة المدرسة الإماراتية، فيما جاء محور الإرشاد المهني ودوره في صناعة مستقبل الطلبة ليبحث في الاستراتيجيات والمبادرات التي تجعل الإرشاد المهني أكثر تأثيراً في تحديد الطالب لمهنته المستقبلية والتعرف إلى ميوله العلمية والمهنية كما حدد المشاركون في محور «تفعيل المدرسة خارج إطار الدوام الرسمي» آليات طرح مبادرات لأنشطة طلابية تنفذ بعد الدوام المدرسي وفي الإجازات، وجاء محور اختبار EMSAT للتعريف بأهمية الاختبار وكذلك وضع توصيات ومبادرات تطويرية للاختبار، فيما بحث المشاركون في محور «تخيل مدرستك» كيفية جعل المدرسة بيئة جاذبة للطلبة ومحفزة للتعلم لدعم مخرجات المدرسة الإماراتية، وجاء المحور الأخير والذي حمل عنوان «استقطاب أفضل العناصر للمدرسة الإماراتية» ليحدد التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية لجهة استقطاب الموارد البشرية المتخصصة وذات الكفاءة.
مشاركة :