سليمان يودع بعبدا .. والفراغ يستلم لبنان

  • 5/24/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يودع الرئيس اللبناني ميشال سليمان قصر الرئاسة في بعبدا منتصف ليل اليوم السبت، من دون أن يكون الوداع حفل تسلم وتسليم من رئيس يغادر منصبه إلى رئيس جديد منتخب. الرئيس سليمان يلقي اليوم كلمته ويمشي تاركاً الفراغ يملأ أرجاء القصر والمنصب الأول في الدولة اللبنانية، قد لا تكون المرة الأولى التي يحل الفراغ في موقع الرئاسة، إلا أنها تبدو الأخطر وربما الأقسى، خاصة أن الحل لا يلوح بوادره ولا مؤشراته في الأفق، فالكلمة الداخلية منقسمة ليس بين الطوائف وحسب، بل داخل الطائفة نفسها فيما الرعاة الخارجيون منشغلون، فلبنان وهمومه ومشاكله ليس أولوية في هذه المرحلة المشتعلة التي يمر بها العالم. النظرة الدولية لم تعد أولويتها الحرية والسيادة والديمقراطية، بل الاستقرار فقط، فالعالم يريد لبنان مستقرا في هذه المرحلة لأكثر من سبب، ولعل الملف السوري أبرز تلك الأسباب. على خلفية ذلك، فإن الفراغ الرئاسي يبدو أنه سيطول ليس لأسابيع أو أشهر ربما لأكثر من ذلك والصلاحيات الرئاسية سوف تنتقل للحكومة مجتمعة، بصورة أو بأخرى ستكون الحكومة بمثابة مجلس الحكم الانتقالي بانتظار التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لبنان بانتظار «تسوية ما» وفي منطق السياسة التسوية بحاجة لعامل محفز أمني أو اقتصادي، أي أن لبنان وهو ينتظر التسوية معرض لمخاطر أمنية واقتصادية قد لا يكون أي طرف داخلي حالياً قادر على تبني هكذا مخاطر وهكذا مغامرة، إلا أن الأيام المقبلة ربما تحمل تحولات وتبدلات تصنع مواقف جديدة، إنها أشهر صعبة وخطيرة تنتظر لبنان. ميشال سليمان سيكون غدا الأحد الرئيس السابق، هو من اختار ذلك رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية كي يقبل التمديد، لكنه قال «أريد الخروج والناس تحترمني».. لقد أثبت سليمان أنه الرئيس النبيل الذي يجيد النزول من الحافلة في الوقت المناسب، في حين أن كثيرا من الساسة اللبنانيين لا يجيدون الصعود ولا النزول. وقد كشفت مصادر مطلعة لـ «عكاظ» عن مبادرة وطنية سيطرحها الرئيس ميشال سليمان في كلمته الوداعية للبنانيين اليوم، كما سيطرح جردة كاملة لما تحقق في عهده على صعيد طاولة الحوار الوطني، والقوانين التي أقرت. فيما حذر قائد الجيش العماد جان قهوجي من خطورة ودقة الأوضاع الراهنة، إذ يعيش لبنان على وقع الخوف من الشغور الرئاسي للمرة الثالثة في هذه الفترة الحساسة من تاريخه.

مشاركة :