الخبير سامي الفرج في حوار خاص مع «القبس»

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غنام الغنام | اعتبر رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج أن القمة المرتقبة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس دونالد ترامب ستشدد على إعادة العلاقة الاستراتيجية مع أميركا كضمان لأمن المنطقة، والاعتراف بالدور السعودي ومركزيته في العالم العربي. وأضاف في حوار خاص أجرته معه «القبس» أمس، أنه سيتمنى على دول الخليج إلغاء آخر قيود تفصل ما بين مصالح دولنا ومصالح إسرائيل؛ على اعتبار أن مصالحنا والأتراك والإسرائيليين واحدة في مواجهة الخطر الإيراني. وقال د. الفرج إن ترامب عندما يتحدث عن الإسلام والمسلمين لا يعني دول الخليج، بل أي دولة لا تحمل «الكاش». وأشار إلى أن القمة ستشهد توقيع اتفاقيات شراء أسلحة ودعم البنية التحتية لأميركا بحوالي 40 مليار دولار. راهن الدكتور سامي الفرج، المحلل والخبير الاستراتيجي على وصول دونالد ترامب للرئاسة قبل نجاحه، واعتبر أن وصوله سيكون لمصلحتنا، وذلك لأسباب تتعلق بنقاط القوة التي لدينا، وهي الاقتصاد وتحديداً النفط والموقع الاستراتيجي والقدرات المالية التي تعطينا القدرة على الاستثمار، حيث تطرق خلال حملته الى اعادة البنية التحتية للولايات المتحدة الأميركية، وهذا الحديث في أكثر من موقع، سواء في التلفزيون أو الاجتماعات الرسمية أو مؤتمرات. الهتاف ما قبل الحرب وقال الفرج في حوار خاص مع القبس ان الهجوم على الإسلام أو ما يطلق عليه «الهتاف ما قبل الحرب» يهدف إلى تجميع الناس حول الخصم، فالجميع يتحدث عن الخوف من المسلمين بعدما انتهت حالة الذعر من الروس، على الرغم من الاختراقات الأمنية على الحاسوب من قبلهم أو من قبل الكوريين، ولهذا نجد الأميركان يعشقون عملية «الهمم» و«خلق البعبع»، وهذه الآلية تعتبر قديمة منذ الرئيس الأميركي نيلسون، والتي استمرت حتى الرئيس الأميركي السابق أوباما، بحيث تكون الاجندة الداخلية لها الأولوية. وذكر الفرج ان الصفقة السعودية عام 2010 مع أوباما كانت ستخلق 67 ألف فرصة عمل، وبهذا نجد انه قام بتحويل العملية لتكون أجندة داخلية، في حين نجد الرئيس الحالي ترامب لديه اجندة داخلية، لكن ترجمتها إلى واقع بخلق فرص عمل سوف تتم بالعودة إلى الدول التي لها ذات القدرة الاقتصادية العالية، والتي تتمثل في اليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج وأوروبا الغربية بالاضافة إلى بريطانيا ونيوزيلندا. دول «الكاش» ولاحظ الدكتور الفرج ان ترامب عندما يتحدث عن الاسلام والمسلمين فهو لا يعني تحديداً دول الخليج، بل يعني أي دولة لا تحمل «الكاش»، أي الأموال الضخمة فهو يريد دولا قادرة على الاستثمار، والجميع يعلم ان تجربته العقارية ممتازة في دول الخليج وعلاقته مثلا مع الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد، فهما زميلان له، ولهذا تجد ان الزيارة المرتقبة ستكون للإعلان عن دعم البنية التحتية لأميركا ويقدرها البعض بمبلغ يصل إلى حوالي 40 مليار دولار، أما الدول العربية الأخرى فهي حليفة لنا ونحن ملتزمون معها من جانب التسليح مثل الأردن ومصر والمغرب. وأشار الفرج في حديثه إلى ان الاجتماع سيتخلله أيضاً شراء السلاح، لا سيما انه بين الحين والآخر يصرح باننا أي الرئيس ترامب سوف نطلب من دول الخليج النفطية بان تدفع المال لشراء السلاح، ونحن بحاجة إلى موازن خارجي فقدناه في عهد الرئيس أوباما، وأحدث نوعاً من عدم التوازن وخلقت حرب بالمنطقة ومنها حرب اليمن. وبين الخبير الاستراتيجي ان التعامل الأميركي الروسي تغير بعد وصول ترامب للرئاسة وتحديداً على مستوى الوجود العسكري، حيث تجد انه أرسل قوات من الجيش مباشرة لكوريا الجنوبية بعد وصول قوات روسية للحدود الروسية الكورية وصرح بعدها بوتين ان القوات العسكرية موجودة فقط على الحدود وليس لشيء آخر، كما ان الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد كان يقول عن «بوش الابن» هذا مجنون مشابه لنا، ولهذا نجد ان ترامب يتبع اسلوب اللاعب غير العقلاني، الذي يلقي عملية التهدئة على الطرف الآخر رغما عنه. تاجر وذكي وقال الفرج ان ترامب نراه يومياً يشغل الصحافة الأميركية بأحداث ويقوم بأشياء متعمدة، فعلى سبيل المثال في آخر قضية حول الكشف عن أسرار الدولة التي قام بها لروسيا، فهي لا تدخل العقل، لانه رجل أعمال وأذكى من السياسي، لأنه لا يوجد تاجر يعلن عن مصدره مهما كانت الظروف، وما يفسر تصرفه هذا هو اشغال الإعلام. أهداف الزيارة وحول الفائدة المرجوة من الاجتماع المرتقب بين ترامب والمملكة العربية السعودية أكد الفرج ضرورة السعي ليعود الأميركان إلى معسكرنا مهما كانت الظروف، إضافة إلى دعم السعودية لتكون هي القوة الإقليمية وليس مصر أو سوريا أو العراق كما يتحدث البعض لأن جميع الدول فقدت هذا الدور. وأضاف أنه من الصعب أن نجد مصر تتصالح مع السعودية لولا وصول «ترامب» للرئاسة، لأنها دائما تبحث عن حليف قوي، خصوصاً بعدما تخلي «أوباما» عنها، لذلك وجدنا كيف أن مصر انتقلت إلى تحالفها مع روسيا وصوتت معها في مجلس الأمن واعتبر أن هذه السياسة المصرية لم تكن تستهدف الخيلج، وعلينا أن نتفهم ذلك. وحول الوضع  الاقتصادي للمنطقة ذكر الفرج أنه لا بد أن نركز على الدول البعيدة، ومنها على سبيل المثال اليابان وكوريا الجنوبية التي تعتبر أرضا خصبة للاقتصاد في حال تعرضنا لأي أزمة. وحول دور بلدان مجلس التعاون تجاه القضية الفلسطينية والاهتمام الأميركي، قال الفرج إنه لم يكن من الممكن أن تقدم إسرائيل تنازلات تجاه الفلسطيني أثناء المواجهة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي ما لم تحصل تل أبيب على مساندة أميركية، وفي ظل تنامي العلاقة بين حماس والنظام الإيراني والذي زاد مخاوف الأميركيين وتراجع اهتمامهم بالقضية الفلسطينية. كما أن أوباما وافق في آخر عهده على أكبر صفقة تسليح في تاريخ إسرائيل،لدرجة أن الإسرائيليين كانوا لا يريدون إعطاءه هذا الشرف، رافضين الاستلام وتمنوا أن يتم في عهد من سيأتي بعده. الخليج واسرائيل ورأى أن القمة المقبلة ستشهد طلب ترامب إلغاء آخر قيود تفصل ما بين مصالح دول الخليج الإستراتيجية ومصالح إسرائيل، على اعتبار أن مصالحنا كدول الخليج والإسرائيليين والأتراك هي واحدة في مواجهة الخطر الإيراني. وأضاف أننا في الكويت على سبيل المثال علينا التزامات مع حلف شمال الأطلسي باعتبارها دولة منضوية من خارج دول الحلف، لذلك فالخليج ملزم بإنقاذ ومساعدة الطيارين الإسرائيليين فيما لو سقطت لهم طائرة في مياه الخليج نأخذهم ونسلمهم. وأكد الفرج أن الهدف من القمة المرتقبة في الرياض التأكيد على إعادة العلاقة الاستراتيجية مع أميركا كضمان لأمننا في المنطقة. الجديد في ذلك، للاعتراف بالدور السعودي في هذا الإقليم ككل ومركزية هذا الدور. وعلينا القيام بأدوار في أي حروب قادمة، وهذا ما يتحتم علينا شرحه للشعب الأميركي بأن أبناءهم لا يقاتلون بالنيابة عنا سواء في العراق أو في أفغانستان. الآن هناك تحول مثلا في الجيش الأردني من قوات مدرعة الى قوات تقاتل في المدن، فقد زادت أعداد القوات المدربة والمجهزة في المنطقة للقتال في المدن. العراق والحشد وقال إن طليعة القوات العراقية هي الحشد الشعبي على الرغم من أن النظام سيكون طائفياً والجيش العراقي في نفس الوقت نراه يقاتل في الموصل منذ أكثر من سبعة اشهر في المدن، ولهذا يجب علينا ان نتوجه إلى العراق تنمويا واقتصاديا ونحاول أن نطمئنهم ونقوي اقتصاد منطقة الجنوب والبصرة والدولة المركزية في إطار المشاريع التنموية في المنطقة تقودها الكويت. وذكر الفرج ان ما سيقوله ترامب لن يكون اسوأ الخيارات الماثلة امامنا، خصوصا اننا نرى أن الصواريخ الإيرانية قادرة على أن تصل إلينا، على الرغم من أن المصادر الإسرائيلية تؤكد أن إيران لن تقدم على عمل نووي، بل مازالوا محافظين على الالتزام بعدم اللجوء الى ضربات نووية فهم غير قادرين على أن يتلقوا ضربة  انتقامية. وحول استمرارية الرئيس الحالي ترامب في الرئاسة علق الفرج، أن العقلية الأميركية التي توجد في أميركا تؤكد على بقائه، والجميع يعلم ان هناك 250 جنرالا عسكريا يريدون العودة للوقوف من جديد، إضافة الى برامج التسليح المعلنة، ونحن الدول المعنية والمؤهلة في توفير الميزانية للبحث والتطوير. وقال الفرج: إن الكويت قد سبقت الكثير من الدول نحو التنمية مع الدول الأخرى وتحديدا الصين، التي بدأنا معها منذ عام 1998 خصوصا أننا على أرض خصبة لأننا نملك على الأقل الإمكانات مثل الجُزر أو سكك الحديد أو الطرق الجديدة التي تخلق فرص عمل، وهذا ما يوجه الكثير من الدول إلينا ومنها أميركا. قطع الغيار قال الفرج «اننا بحاجة إلى تدخل أميركي في حال هجوم إيراني، وهذا الأمر كان في عهد الرئيس كلينتون اعطى اليابان وكوريا الاتفاق النووي إلى ان خرجت كوريا الشمالية عن الاتفاق وطلبت اليابان وكوريا الجنوبية التأكيد على الالتزامات الأميركية بالدفاع عنهما، ولهذا نحن ذهبنا الى كامب ديفيد وحرصنا على مثل هذه الحماية بعد الاتفاق الإيراني، لكننا لم نحصل عليها بل حصلنا على دعم بقطع الغيار.

مشاركة :