قال تعالى في سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم (و لا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) صدق الله العظيم. لكل مقام مقال، ويكفي مقالنا شرفا الوقوف بين يدي صاحب المقام السامي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، أميرنا وكبيرنا وقدوتنا وعزوتنا، وريث المجد كابر عن كابر، أمير وابن أمير وابن أمير، سليل العز والفخر ،ومحل العفو ذي الاقتدار، ومعدن الحكمة حين تزيغ الأبصار، وأهل الحزم والعزم حين يعز القرار، صاحب القلب الكبير، للمكارم أهل، والحلم والبصيرة، والرحمة والعدل، المؤتمن على وطنه وأمته، والمؤدي لها بما يرضي ربه، ويسعد شعبه، صاحب الكلمة الفصل، له الأولى والأخيرة، ولمقام سموه الرفعة عن كل نقيصة. يا صاحب السمو شهد العالم أجمع لك بالرحمة والإنسانية، والبذل والعطاء، واللطف والعطف، والجود والسخاء، فأيادي سموكم الحانية بلسم لكل من تكالبت عليه نوائب الدهر، ومواقف سموكم التي حملت إسم الكويت وشعبها جعلت لكل من اشتدت به الخطوب وعصفت به المحن باب فرج من بعد هم وسعة من بعد ضيق، جعلها الله في ميزان أعمالكم. يا صاحب السمو في أعناق أبناء شعبكم بيعة ولاء لم تنقض، ولن تنقض، فالوفاء شيمة أهل الكويت العامرة قلوبهم بحب سموكم الكريم، وحب أسرة الخير، شعب مخلص لأرضه وأميره، يجود في سبيلهما بالنفس والمال والولد، شعب لم يجد منكم سوى الحب والتقدير، والتواضع والرحمة، كما هو نهج أسلافكم الكرام، والشواهد لا حصر لها ولا عدد، وسموكم خير الشاهدين في نطقكم السامي الكريم ( إننا لن نجد أحسن من الشعب الكويتي، وهم لن يجدوا أحسن من هذه الأسرة الحاكمة خصوصاً أن علاقتنا تمتد إلى أكثر من ثلاثمائة عام ).يا صاحب السمو العفو شيمة الكرام، وأنت للعفو أهل، فإن كان هناك من أخطأ برأي أو أساء بكلمة أو تجاوز برد فعل ، فإنهم أبناؤك، ولا غنى لهم عن صفح والدهم الشهم الكريم،الذي اعتادوا منه المكرمات، والعفو والتجاوز عن الهفوات، والدهم الذي ينتظرون كلماته السامية - عفا الله عما سلف - لتطوى صفحة الماضي بما حمل ،و تبدأ صفحة بيضاء كنقاء قلب سموكم الكريم، الذي لم يقطع من عطفه ولطفه حبل الرجاء والأمل. يا صاحب السمو شهر رمضان جعل الله سموكم من عواده وعتقائه على الأبواب، والبعض من أبنائكم يقضون ما تبقى لهم من الأحكام في السجون، وآخرين ينتظرون عشرات الأحكام في أروقة المحاكم، وهناك من هم خارج البلاد، وهنا من ينتظرون إعادة جناسيهم التي سحبت، ولكل نصيبه من الهم بسبب رأي يحتمل الخطأ والصواب، فاجعل الفرج يا صاحب السمو في كلمة عفو تزيل بها هذه الغمة، تعفو عن المسيء، وتطلق المسجون، وتعيد من كان في الخارج إلى وطنه، ويستعيد من سحبت جنسيته حقه، كلمة عفو تجمع بها شمل أبنائك بأسرهم، وتعيد إليهم السكينة والطمأنينة، في بادرة كريمة، من والد شهم كريم. مفرج البرجس الدوسري
مشاركة :