عرفناك منذ عرفناك وأنت تجول وتصول بالعمل الدبلوماسي، فسمّوْك بشيخ الدبلوماسية التي نشأت وترعرعت بها وفيها، وواجهت صعودها ونزولها، وتعاملت معها بحنكة وحكمة، فلن تعجز بإذن الله أن تحل الخلاف الخليجي. يا صاحب السمو قدت هذا البلد ولا تزال، وإن شاء الله تطول قيادتك له، بأسلوب فذ أرجعني إلى الماضي، حيث كنت لا أعرف من المذاهب والديانات إلا أسماءها، فلا سني ولا شيعي أو مسلم أو مسيحي، فكلها كانت تحت شعار واحد كويتي عربي، وما زلت تحافظ على هذا التآلف وتقود السفينة مجدفا يمينا ويسارا، متجنبا بمهارة كل الأعاصير التي تمر على هذه الأمة، فلن تعجز يا صاحب السمو إن شاء الله في حل هذا الخلاف. يا صاحب السمو لقد لُقبت بجدارة قائدا للإنسانية لما عملته وتعمله تجاه البشرية، وبنظري هؤلاء الناس الذين حظوا بعطفك هم غرباء، فكيف بأبناء الخليج وهم العظم واللحم والدم، عرفتهم وتعرفهم، وعشت وتعيش معهم، فلن تفشل بإذن الله في لمّ شملهم وحل خلافهم. يا صاحب السمو أنت تعرف ببصيرتك النافذة أن مجلس التعاون الخليجي هو الباقي المتبقي من هذه الأمة ووحدتها، فإن تطور الخلاف واستشاط لا سمح الله فعلى هذه الأمة السلام، وهذا ما ينتظره أعداء كُثر يحيطون بهذا الوطن، ولكن بمقدرة من الله وحنكتك الدبلوماسية فأنت قادر على حل هذا الخلاف. يا صاحب السمو إنني على يقين أنك تعرف أن تدخّل الغرباء قد يُفسد الأمور ويُشعل الحروب، فتدمر الحرث والنسل كما نرى في بعض الدول العربية.. نتمنى أن تحل الخلاف حتى تقطع الطريق على كل تدخل أجنبي، والله سيمدك بالقوة وينير طريقك. يا صاحب السمو إن المغفور له الشيخ جابر اقترح إنشاء محكمة إسلامية، فلمَ لا تُنشأ محكمة عربية أو خليجية لحل الخلافات بالقانون والحوار. واختم بالدعاء أن يزيدك الله حنكة وحكمة مع حلم وإصرار وبصيرة. د. مروان نايف
مشاركة :