البطريرك كيشيشيان: الكويت ولبنان نموذجان للتسامح والعيش المشترك - محليات

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رأى كاثوليكوس الأرمن الارثوزكس البطريرك آرام الأول كيشيشيان، أن وضع الجالية الارمنية في الكويت، جيد و«الكويت هي بلد الامان ومحمية من الله، وهي بلد التعايش ما بين جميع الطوائف والاديان، يعيشون بسلام واحترام»، مثنيا على ما تقدمه الكويت من تسهيلات وحرية العبادة للجالية الارمنية، واصفا إياها ببلد العيش المشترك للجميع.وأضاف «يعيش على ارض الكويت جميع الاديان والثقافات واللغات، وهذا الذي جعل الكويت تحتل مركزا مرموقا في التسامح والانسانية»، معربا عن فخره لهذا الخليط في المجتمع الكويتي، مثمنا دور صاحب السمو أمير البلاد، ودعمه في تحقيق هذا التعايش، واصفا سموه بـ«رجل السلام»، مشيراً إلى ان «للكويت مكانة كبيرة في دول العالم، حيث انها تتمتع باحترام جميع الدول العربية وغيرها من دول العالم وهذا مهم جدا».وأشار الى محبة اللبنانيين للكويت، كما محبة الكويتيين للبنان.وعن لقائه بصاحب السمو الأمير، قال «التقيت الأمير لمدة 40 دقيقة وتحدثنا حول العلاقات اللبنانية - الكويتية، وناقشنا وضع الجالية الارمنية في الكويت، وكما تعلمون ان للكويت مكانة خاصة في قلوب جميع اللبنانيين، وانا اؤمن ان المشاعر متبادلة، ونريد تطوير هذه العلاقات بين البلدين»، مثنيا على العمل الجبار الذي يقوم به رئيس البعثة اللبنانية ماهر خير، حيث ان عمله ملحوظ جدا وعلاقاتنا مميزة جدا وخاصة.وأكد ان «الوضع في لبنان مستقر، وما يحدث من حساسيات تحدث داخل الاسرة الواحدة»، مشيراً الى ان «الكويت ولبنان نموذجان للحوار ما بين الاديان واحترام بعضهما البعض».بدوره، قال رئيس البعثة الديبلوماسية اللبنانية ماهر خير «بوجود قداسته بين هذا الحشد من المؤمنين حلت البركة بيننا»، مضيفا «نحن مباركون بحضور قداسته حاملا رسالة التسامح والمحبة والمغفرة، وهو الذي نذر نفسه متنقلا بين البلدان في خدمة رسالته الروحية السامية».واختتم خير كلمته معربا عن «محبته لسمو الأمير على عطاءاته الإنسانية في جميع المجالات، وبخير سموه كبرت الكويت وكبرت محبتنا وتجسدت العلاقات بين الشعب الكويتي وشعوب العالم، وترسخت العلاقات أكثر بين الكويت ولبنان، خاصة في ظل ما يجمعنا من محبة وتسامح».وكان البطريرك كيشيشيان، وصف الكويت ولبنان بأنهما نموذجان مميزان من دول المنطقة في التسامح والعيش المشترك.وشدد خلال حوار نظمه مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت تحت عنوان «أهمية التسامح في أوقات الاضطراب» في مقر نادي الجامعة بحضور مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري على أهمية أن «تكون هناك خطوات جادة لتحقيق التسامح والسلام بين المجتمعات واستدامة ذلك عبر التركيز على الجانب التعليمي وغرس القيم في نفوس أبنائنا وفتح قنوات الحوار مع الآخرين».وتابع اننا «نعيش في زمن مضطرب، يتوجب علينا مواجهته جميعاً بالتعاون والتسامح»، مشيراً إلى أن «مجتمعات اليوم تغيرت بشكل كبير بفضل العولمة التي باتت آثارها تظهر في مستويات مختلفة في حياتنا حتى انها تمكنت من تغيير شخصية وطبيعة مجتمعنا، وأثرت على الفهم الذاتي للدين وللإنسان».وأضاف «يجب أن نكون صانعي سلام ومشجعين عليه، مع ضرورة أن يوجد العدل في مجتمعاتنا فحيثما لا يكون هناك عدل فإن السلام يعتبر مسألة هشة».وتناول كيشيشيان الحوار المسيحي - الإسلامي وكيفية تقوية هذه العلاقات والتعاون بين الديانتين، مع الأخذ بعين الاعتبار قيمة التسامح وتعزيزها، مشيراً إلى أن «المسيحية والإسلام دينان يتصلان بشكل مباشر في واقع حياة الناس، حيث تجمع هاتان الديانتان تعاليم وقيما وتقاليد مشتركة، كون أن لهما جذورا مشتركة».ورأى أنه «من الصعب أن (نُعقلن) كل شيء يتعلق بالإيمان بالغيب، إلا أنه في الوقت ذاته يجب علينا أن ندرس ونبحث بشكل عميق ما أمكننا الأمر»، مبيناً أننا «بحاجة ماسة لدراسة العلاقة ما بين الدين والسياسة، وتحديد ما هو الأمر السياسي وغير السياسي، بالإضافة إلى تحديد الأمر الديني وغير الديني».وأضاف «من وجهة نظري، أرى أن الدين لا يجب أن يكون محدداً مع السياسة لكن في الوقت نفسه يجب أن يتعامل الدين مع قضايا تتعلق بحياتنا الاجتماعية مثل العدالة والسلام والإصلاح، ومثل هذه ليست قضايا سياسية بل هي قضايا إنسانية متعلقة بالدين».ولفت إلى أن «الدين لا يجب استغلاله لأغراض غير دينية»، مبيناً أن «التاريخين المسيحي والإسلامي في بعض المحطات منه يكشف لنا كيف تم استغلال الدين في السياسة الأمر الذي تسبب بمشاكل كثيرة».وشدد كيشيشيان على «أهمية أن نغرس في مجتمعاتنا روح التسامح الذي يعني في أبسط صوره تقبلنا لبعضنا الآخر على ما نحن عليه، وأن يكون هناك فهم ناضج للآخر واحترام وعيش مشترك» مؤكداً على أن «الاسلام والمسيحية عاشا لعقود في ظل التسامح والعيش المشترك، وهذا ليس بالغريب كون أن هذا التسامح نابع من تعاليم كلا الديانتين اللتين تدعوان إلى السلام والمحبة والعدل ونبذ العنف كما يصرح به بشكل واضح الإنجيل والقرآن».وتابع «بالرغم من هذا فإن هناك بعض التعبيرات التي يمكن أن تفسر بطرق مختلفة والتي من الممكن أن يفهم منها العنف ضد الآخر»، مشيراً إلى أنه «في بعض الأحيان نجد أن النص الديني يحتاج في فهمه إلى نعود إلى العقل وإعمال المزيد من البحث مع الأخذ بعين الاعتبار دراسة خلفيته التاريخية وعدم تفسيره حرفياً وإبعاده عن سياقه النصي».من جانبه، قال مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري، إن «الجامعة تشجع على الحوار الفكري المنفتح والرصين الذي يسهم في التعايش السلمي ونشر مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وتقبل الآخر». وشدد الأنصاري على أهمية دور المؤسسات التربوية والتعليمية في غرس مثل هذه القيم في عقول أبنائنا.

مشاركة :