مضى شهر ونصف الشهر منذ صدور قرار مجلس الوزراء في اجتماعه المنعقد بتاريخ 3 أبريل 2017 بتشكيل لجنة تتولى بحث حالات سحب وفقدان وإسقاط الجنسية الكويتية والنظر فيها ودراسة جميع الملفات، ورفع وجهات نظرها حول تلك الحالات لكل من رئيسي مجلس الوزراء ومجلس الأمة للبت فيها.ومنذ تشكيل اللجنة وحتى انتهاء المهلة الممنوحة لتقديم التظلمات لكل الحالات وبلا استثناءات، استقبلت اللجنة أكثر من 184 طلباً منها 33 طلباً يعود قرارات سحبها أو فقدانها إلى فترة ما قبل الغزو العراقي الغاشم، وهو ما يؤكد ضخامة حجم العمل الذي سيواجه أعضاء اللجنة، خصوصاً إذا ما علمنا مدى تعقيد وتشابك مثل هذا النوع من القضايا!ولعل تصريح الوزير السابق الدكتور نايف العجمي، أمين سر اللجنة المشكلة، حول قيام اللجنة برفع تقريرها الأول في شأن انتهائها من دراسة 40 طلباً مشفوعاً برأيها وتوصياتها بهذا الخصوص في نهاية الأسبوع الماضي، قد أعطى بارقة أمل حقيقية وواقعية حول جدوى اللجنة وقدرتها على إنجاز الملفات التي تبت فيها بالسرعة الممكنة.كمواطن بسيط، لا أعلم حقيقة إن كان قرار سحب الجناسي، وخصوصاً بالنسبة للحالات التي حدثت أخيراً، قد يعود لأسباب أو لأهداف سياسية من عدمها وخصوصاً أنها حدثت أثناء فترة توتر وصدام حكومي – شعبي غير مسبوق خلال مرحلة ما بعد الغزو، فملفات هؤلاء بيد السلطة التنفيذية وهي صاحبة القرار في ذلك وفقاً للقانون والدستور!وإذا كان البعض يرى أن قرار السحب جاء لأهداف سياسية بحتة، فكل ما أرجوه ورأفة بحال من سحبت جناسيهم، أن يتم الابتعاد في الوقت الحالي عن إثارة أي موضوع متعلق بالسحب، وألا يتم الزج بهذه القضية في أي نقاش من قبل الإخوة النواب والسياسيين من أجل التكسب الآني والمقايضة السياسية، لأن كل ذلك سيكون على حساب مصلحة المتظلمين ممن سحبت جناسيهم، وذلك حتى يصدر القرار النهائي بشأنهم بعيداً عن أي ضغوط. لذلك المطلوب هو وباختصار الصمت السياسي في ملف الجناسي.فالمعادلة وبكل بساطة، إذا كان قرار السحب سياسياً فهذا يعني أنه كان مزاجياً ومن دون دوافع أو أسباب حقيقية وواقعية، وهذا يعني وبكل بساطة أيضاً، أن إثارة الحكومة واستفزازها في هذا الملف في الوقت الحالي تحديداً قد يزيدها عناداً وسوءاً، وسيكون المتضرر الأول والأخير هم أصحاب التظلمات، لذلك لم أتعجب عندما أصدر الأربعة الأشهر ممن سحبت جناسيهم بياناً يطلبون فيه عدم إقحام قضيتهم الخاصة بسحب جناسيهم وقضية أسرهم في المساءلات السياسية!ختاماً، أتمنى أن يتخيل الجميع حجم الضرر النفسي والمجتمعي الذي أصاب هؤلاء، وخصوصاً المظلومين منهم، بسبب سحب جناسيهم، ولك أن تتصور عزيزي القارئ مصير أبناء وعوائل هذه الأسر بسبب الفقد وما سيكون حالهم في المستقبل القريب من جراء ذلك، وكل ذلك حتى يتيقن الجميع أنه ومهما اختلفنا مع بعض ممن سحبت جناسيهم، إلا أن إنسانيتنا وقبل ذلك ديننا، يوجب علينا أن نتعاطف ونقف معهم! والله من وراء القصد!Email: boadeeb@yahoo.com
مشاركة :