جراح الحروب تندمل في مستشفيات بلبنان

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس (لبنان) - فشلت ست عمليات جراحية في علاج الألم الذي لازم إسماعيل مصطفى منذ إصابته في غارة جوية على قريته السورية قبل ثلاثة أعوام. واضطر عامل البناء السابق البالغ من العمر 28 عاما للاستعانة بعكازين بعدما مزقت شظية جزءا من وركه وساقه اليمنى بينما عجزت المسكنات عن تخفيف آلامه. وزاد تكرار الالتهابات الصعوبة على بعض الجراحين لإجراء المزيد من العمليات فضلا عن افتقاره للمال إلى أن قبلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان التحدي لعلاجه حتى يستطيع السير على قدميه مرة أخرى. وقال مصطفى وهو يرقد على سرير في مستشفى في انتظار جراحة لاستئصال جزء مصاب بالتهابات في عظمة الساق "كانت رحلة طويلة وشاقة للوصول إلى هنا والألم في ساقي لم يفارقني. أشعر بالألم بشكل دائم ولا أستطيع السير". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي توفر التكاليف الكبيرة للجراحة إنها عالجت نحو 350 من مصابي الحرب منذ عام 2014 في مركز إصابات الحروب التابع للجنة بمستشفى دار الشفاء في طرابلس بشمال لبنان. وقدم برنامج مماثل العلاج لنحو 750 مريضا من بينهم يمنيون وعراقيون وسوريون ولبنانيون في مستشفى جامعة رفيق الحريري في بيروت. وقال فؤاد عيسى الخوري الطبيب المتدرب بالمركز "الحالات التي نراها هنا لا نراها في أي مكان آخر. إنها جراح الحرب وهم يعانون من التهابات والكثير من المضاعفات وخضعوا لعمليات جراحية كثيرة في السابق". وقال الخوري إن جراحة مصطفى التي قال أطباء إنها ناجحة تكلفت 50 ألف دولار على الأقل. وتحملت اللجنة الدولية أيضا تكاليف إعادة التأهيل البدني والنفسي في مستشفى الزهراء القريب. وبالنسبة للكثير من السوريين في لبنان فإنه حتى الرعاية الصحية العادية تفوق إمكاناتهم. ويضطر كثيرون للانتظار في قوائم لمدة شهر للحصول على علاج لدى الصليب الأحمر. وخضعت الطفلة شهد خليل (8 سنوات) لعشر عمليات جراحية ثلاث منها في دار الشفاء لعلاج فخذها الأيمن حتى تقدر على السير مجددا بعد إصابتها في ضربة جوية في سوريا أثناء ذهابها إلى مدرستها قبل عامين. وشهد ومصطفى من المحظوظين لحصولهم على علاج. وقال تقرير للمركز السوري لبحوث السياسات إن 1.9 مليون سوري أصيبوا في الحرب المستعرة منذ ست سنوات. وقال فابريزو كاربوني رئيس وفد الصليب الأحمر في لبنان "حتى إن وضعت الحرب أوزارها سنواجه ضرورة بقاء هذه الخدمة لسنوات إن لم يكن لعقود لأن عدد المصابين والمحتاجين للدعم كبير جدا".

مشاركة :