مصيدة العمل الخيري في رمضان - موضي الزهراني

  • 5/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم لعام 1438هـ، جعلنا الله من صوامه وقوامه والأمة الإسلامية في أحسن حال، وتقبل الله منا ومنكم صالح الدعاء والأعمال التي انطلقت الإعلانات لها من قبل شهر رمضان بأسابيع سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الصحف اليومية بهدف التشجيع على التبرعات لإفطار صائم سواء داخل المملكة أو خارجها، وكذلك لأعمال خيرية عديدة منها «بناء المساجد في الدول الفقيرة الخارجية، أو إنشاء مراكز علاجية تخصصية، أو إنشاء سدود للمياه الجارية للاستفادة منها في الري والشرب للمحتاجين وغيرها من أوجه العمل الخيري التي لا حصر لها، وذلك بشكل مكثف قبل شهر رمضان استغلالاً لإقبال المسلمين على العبادات خلال الشهر لأجرها المضاعف، ولكن هذه الكثافة من الإعلانات والدعايات للأعمال الخيرية تحتاج إلى قنوات رسمية لمتابعتها بشكل دقيق، خاصة فيما يتعلق بالتبرعات عينية أو مادية، حيث تصل على جوالك في اليوم أكثر من رسالة تحمل في طياتها عبارات مؤثرة مدعومة بأحاديث نبوية صحيحة وأقوال مأثورة عن الصدقة وأجرها وحسناتها وآثارها عليك في الدنيا والآخرة، وبعدها تكون مختومة بأرقام حسابات بنوك مختلفة قد تتجاوز للإعلان الواحد 3 حسابات بنكية محلية أو خارجية، مما يدفع بالكثير من محبي الصدقة ودعم المشروعات الخيرية التبرع لهذه الحسابات بدون تحقق منه عن مصداقيتها وحقيقة توجهها للعمل الخيري الرسمي! وهذا مما يوقع كثير في مصيدة العمل الخيري، خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يُقبل محبو الخير على العطاء المتنوع خلاله بدون تأنٍّ بحثاً عن الأجر المضاعف! لذلك لابد من التأني في التجاوب مع الإعلانات والبرامج الخيرية خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مباشرة من خلال القنوات الرسمية التي صرحت لها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالإنشاء والعمل الخيري وتقوم بالإشراف عليها وعلى أنشطتها الخيرية كمثال «الجمعيات الخيرية والنسائية» المنتشرة في مختلف المناطق ولها أنشطتها وبرامجها الخيرية المتنوعة! فالإدارة العامة للجمعيات الخيرية بالوزارة تشرف على (686) جمعية خيرية منها (40 جمعية نسائية)، وكذلك (121) مؤسسة خيرية، وبلغ عدد المؤسسات الخيرية الخاصة أيضاً (148) مؤسسة وتقوم جميعها بتقديم العديد من الخدمات والأنشطة المصرح بها من الوزارة للفئات المحتاجة التي اطلعت على وضعها وحاجتها عن قرب ومنذ سنواتويلة، مما يكسبها ثقة أكثر من الأنشطة المتداولة بالمواقع ولا نعلم عن حقيقة مظلتها وتدعم من! لذلك لابد أن تُقنن الوزارة آلية التبرعات وتضبطها من خلال مواقع التواصل بهدف الحدّ من تمويل الجهات المشبوهة مثلما كان يحدث سابقاً وانصدم الكثير بتمويلهم للإرهاب «بدون قصد منهم» بسبب التعاطف غير المحدود مع المتسولين، وأصحاب الأكشاك المنتشرة في المراكز التجارية! والجهات الخيرية الرسمية يتم تجاهلها والتكاسل عن الوصول لها ودعمها!

مشاركة :