لم يخلُ غزو أمريكا للعراق من بعض المواقف الكوميدية الغارقة في السخرية بشدة بحجم الألم الذي اعتصرنا.. من تلك المواقف الساخرة أنه غداة اجتياح القوات الأمريكية لبغداد كان وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف يجري لقاءً مباشراً على الهواء مع أحد المراسلين فسأله: كيف هو الوضع العسكري في بغداد؟ أجاب الوزير: «كل شيء على ما يرام، والوضع تحت نطاق السيطرة»، ثم سأله عن دبابات كانت ترابط على بُعد أقل من كيلو بأمان فوق أحد جسور بغداد كيف ستتعاملون مع تلك الدبابات؟ فكان رد الوزير: هذه دبابات معزولة والآن ستتعامل معها القوات العراقية بحزم ومع (العلوج الأمريكان)، لا يا شيخ!! الإعلام جزء من حياة الناس، وخصوصاً الرياضي منه للابتعاد عن هموم السياسة والاقتصاد وغيرهما من الأخبار اللي تسد النفس.. فالكثير منا عندما يتناول الصحيفة صباحاً يتجه مباشرة نحو الصفحات الرياضية يقلب أوراقها ذات اليمين وذات الشمال باحثاً عن الأخبار التي تخص ناديه. وفي الصحافة الاتحادية على وجه الخصوص كل الأخبار مبشرة، والوضع العام للنادي (على ما يرام).. حتى إنهم لم يذكروا صباح فشل انعقاد الجمعية العمومية أسباب الفشل الحقيقي رغم أهمية الحدث، بل إن إحدى الصحف الاتحادية رغم تأجيل الجمعية العمومية غير العادية طالعتنا بخبر التهاني والتبريكات من أعضاء الشرف للمجلس المنتخب وطالبوا الأعضاء المنتخبين ببذل الجهد ومضاعفة العمل، وأن المجلس المنتخب حديثاً سيعقد جلسته برئاسة إبراهيم البلوي لتوزيع المناصب على الأعضاء، قولوا لي بربكم هل هناك انحطاط واستغفال صحفي أكبر من هذا؟! سأطرح بين أيديكم أعزائي القراء عدة استفسارات عن محاولاتهم المستميتة لتجميل الصورة القبيحة وأترك لكم في النهاية الحكم. خرج الرئيس إبراهيم البلوي في أكثر من قناة وصحيفة على فترات متقاربة يردد بأن مجموع ما دفعه 7 ملايين، ثم تصاعد المبلغ إلى أن وصل 10 ملايين، ورسا المبلغ على لسانه عند ما مجموعه 13 إلى 14 مليون ريال في خمسة أشهر.. والحقيقة التي ذكرتها القوائم المالية أنه دفع 5.3 مليون ريال بس.. طبعاً لا يعد ذلك من ضمن وعوده الزائفة إنما من باب ما جاء في الكذب المحض، هل رصدت الصحافة ذلك التناقض الفاضح في صفحاتها؟ هل تساءلت الصحافة لماذا ذُكر في القوائم المالية بالتفصيل المبالغ المسجلة بأسماء بعض أعضاء مجلس الإدارة السابق كل باسمه والتي كانت مسجلة على النادي كقروض وتم شطبها بحسب تعليمات لجنة دراسة الأوضاع المالية المكلفة من الرئاسة؟! ولماذا لم تُفصل المبالغ عن حقوق النادي لدى الشركات والأفراد إنما ذكرت على مضض وباستحياء بأن ملف الحقوق لدى المحامي (الضدّ يُظْهِرُ حُسْنه الضِّدّ)؟! جملة من الاستقالات تمت خلال اليومين الماضيين ما بين إداريين وفنين مشهود لهم بالكفاءة في القطاعات السنية والألعاب المختلفة بسبب سوء الأوضاع المالية في النادي وعدم تسلمهم لرواتبهم رغم توفر الميزانية الأكثر من مفتوحة على حد زعم قائلها، وتهديدهم بأنهم سيرفعون أمرهم للرئيس العام الأمير نواف مما ينذر بمستقبل مظلم للنادي، هل قرأتم في الصحافة الاتحادية شيئاً عن ذلك الأمر بقدر حجم خطورته؟ ولا يمكن لكم أن تحصروا كم لاعباً محلياً وأجنبياً فاوضهم «البلوي» على صفحات الجرائد كدعم لوجستي إعلامي؟ من قبل حتى أن يتربع على الكرسي قالوا في صحفهم بأنه استكمل جميع الاتفاقات مع هداف الدوري البرتغالي، ولاعب محور خليجي، وثنائي محلي، ومدرب كبير سبق له التدريب في الخليج ضاربين بعرض الحائط أبسط معايير المهنية.. بعد كل هذا كيف ترضون أن يستخدموا عقولكم كمطية للوصل إلى مآربهم الشخصية؟ لا أريد أن أكون مصدر شؤم لدى الجماهير، لكن ما أجمل أن تذكر الحقيقة كما هي بدون مساحيق ولا تشويه.. أكتفي بما ورد من أسئلة في المقال، وإن كان في الجعبة بقية. والآن احكم عزيزي القارئ بنفسك وقارن الوضع الصحفي الاتحادي الحالي بما كان سابقاً مع عدة رؤساء، وكيف كانوا يستميتون لخلق حالة من البلبلة والارتباك لدى الجماهير بتضخيم الأمور البسيطة، كمسترقي السمع يضيفون على الحقيقة تسعاً وتسعين كذبة.. وأستميحك عذراً بسؤال أخير: ترى كم صحاف في صحافتنا الاتحادية ما زالوا يرددون (الوضع تحت نطاق السيطرة)، رغم أنني قد التمس العذر لصحاف العراق؟! أترك لكم الإجابة؛ فقد فقدت السيطرة على مقالي من كثرة الأسئلة!!. (ببوز القلم) يقول جوزيف جولبر وزير الإعلام النازي في زمن هتلر: «أعطني إعلاماً بلا ضمير أُعطك شعباً بلا وعي». والله يا جوزيف لو كنت اتحادياً وفي زماننا هذا كان عينت خيراً!! (دمتم طيبين). رابط الخبر بصحيفة الوئام: كشف المستور عن الإعلام المأجور
مشاركة :