غريب أمر بعض الأفراد أو المجموعات ممّن يهبون أنفسهم حقوقًا تعسفية لا سند لها من عرف أو قانون، حقوقًا لا تصل حتى إلى ما تسمح به الدولة لبعض أجهزتها، ومع ذلك يأتي هؤلاء ليرعدوا ويزبدوا ويقولوا للأرض: "انهدّي ما عليكِ قدّي". روى لي صديقي أن خلافًا طرأ بينه وبين جمعية ملاك المبنى الذي يسكنه، هذا الخلاف مثله مثل أي خلاف آخر له سبيله للحل عبر التفاهم الودي والحوار العقلاني، فإذا استعصى الاتفاق وجب اللجوء إلى التحكيم المقبول بين الطرفين أو إلى التقاضي عبر الجهات الإدارية والقضائية المختصة، هذا هو ما يمليه العقل ويفرضه المنطق، ولكن صديقي فوجئ بأن "جمعية الملاك" حفظها الله قد مارست دور الخصم والحكم والقاضي والجلاد، وأصدرت إنذارًا شديد اللهجة تهدد فيه صاحبي بقطع الكهرباء والماء وفصل المصعد عنه.. فهمنا كيف يمكن للجمعية أن تمارس استبدادها في فصل الماء والكهرباء، أما كيف ستفصل خدمات المصعد عن دور فيه أكثر من ساكن، فلقد غابت عن استيعابنا، ولعل الجمعية -بذكاء أعضائها- لديها وسائل إلكترونية لتمييز مستعملي المصاعد، فتفصل الخدمة عن أحدهم دون الآخر. ثم أضاف صديقي إن الجمعية المعتبرة لم يتم تأسيسها حتى الآن، وليس لها كيان قانوني معترف به، ويطالب أعضاؤها المحترمون الناس بأن يثقوا في نزاهتهم وأمانتهم، وأن يكتبوا لهم الشيكات، ويسددوا لهم المبالغ بأسمائهم الشخصية، ولا حسيب عليهم ولا رقيب إلا ضمائرهم النزيهة وذمتهم الضيقة التي لا تستوعب خردلاً. يا أيّها الأعضاء الأجلاء في جمعية الملاك.. قطع الماء والكهرباء هو عدوان على حقوق الناس، وهو أمر لا تستطيع سلطات المدينة البلدية أن تمارسه ضد مواطن مقيم في منزله بدون أمر قضائي، فمن فرعنكم ووهبكم هذه السلطة الاستبدادية الاستفزازية؟ لقد غاب عنكم الأسلوب الحضاري في حل الخلافات فلن يغيب عن ردعكم أسلوب الدولة في حماية الحقوق ومنع التسلط على رقاب الناس، وإذا صدر قانون يهبكم هذه السلطة الجائرة وإذا صدر نظام يوجد لكم كيانًا نظاميًّا معتبرًا، فتعالوا عندئذ واضربوا الأرض ضربًا، وطاولوا الجبال خيلاء.. أمّا إلى ذلك الحين فتعاملوا مع الناس بالحسنى وطالبوا بحقوقكم بالتي هي أحسن، وإن تعذر عليكم ذلك فالجأوا إلى سلطات البلاد تحكم لكم أو عليكم فالبلد ليست سائبة، والناس لهم في ولاة الأمر درع وسند، وامشوا الهوينا ولا تفتحوا على أنفسكم أبواب المساءلة عن قانونية وجودكم وكيفية ممارستكم لصلاحياتكم الإدارية، وإنفاقكم للأموال التي تستلمونها في حساباتكم الخاصة والله المستعان. afcar2005@yahoo.com فاكس: 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain