صور من دمشق | م/ عبدالله بن يحيى المعلمي

  • 9/23/2013
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

هذا الوصف نقلته سهى، وهي شاهدة عيان كانت في دمشق مساء الحادي والعشرين من أغسطس حين ارتكب النظام السوري جريمته النكراء باستخدام الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق. "هناك ضجيج صاخب وأصوات لراجمات الصواريخ تطلق قذائفها بصورة كثيفة ومتواصلة.. لحظات من الهدوء أعقبها صوت طائرات الهليكوبتر، يتبعها تحليق طيران، ثم تعود أصوات الصواريخ المدوية.. كنت أدرك أن الصواريخ تقصف مواقع بعيدة عنا ومع ذلك فلقد اعتراني خوف شديد، فأنا لم أكن معتادة على هذا الصخب.. وقفت أمام باب بلكونتي وتخيلت ماذا لو استطعت أن أفتح هذا الباب وأن أمد يدي لألتقط كل هذه الصواريخ المتعاقبة وألقي بها بعيداً إلى حيث لا تصيب أحداً، لم أكن أعرف ماذا أفعل، فلقد كنت قلقة للغاية على المناطق المستهدفة لأني أعرف أن فيها بشراً سوف يتعرضون لكل هذا الدمار، في اليوم التالي عرفت أن هجوماً كيميائياً قد حل بالغوطة.. شعرت بغثيان ودوار.. كان شعوراً غريباً مزعجاً.. استمرت الأصوات تدوي في أذني حتى اليوم.. لم أستطع أن أشاهد صوراً أو مقاطع فيديو لأني أدركت كم ستكون مؤلمة أكثر من الألم الذي سببته لي أصوات القذائف.. توجهت إلى الله بالدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل!!" كلمات ناطقة تكاد تقفز من بين أحرفها الصور، وتنبعث من ثناياها آهات الضحايا.. آه لو أنك تمكنت يا ابنتي من التقاط هذه الصواريخ بيديك، ومن إطفاء لهيب نيرانها بأنفاسك، ومن إبطال مفعول غازاتها بنظراتك، ومن إسكات ضجيجها بموسيقى كلماتك. واليوم، وبعد مضي بضعة أسابيع على الجريمة يأتي التقرير الدولي ليقول إن غاز السارين القاتل قد استخدم، وإنه قد تسبب في إبادة المئات من الناس، وإنه قد أطلق بواسطة صواريخ متطورة.. ثم يقف ليطرح علينا بأسلوب "حزر فزر" سؤال من فعل هذا؟؟ واليوم وبعد شهر أو أكثر ينحرف النقاش نحو حصر الأسلحة الكيميائية وإزالتها وكأنه يعطي بذلك رخصة للقاتل ليمارس المزيد من جرائمه بالصواريخ والطائرات والمدافع والقنابل العنقودية شريطة ألا يستخدم الأسلحة الكيميائية. يا أهلنا في سوريا.. اصبروا ورابطوا وانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وإن غداً لناظره قريب!! للتواصل: afcar2005@yahoo.com فاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :