الكلمة التي جمعت الكثير من المعاني لخادم الحرمين الشريفين ما لكم عذر عندما أطلقها في إعلان ميزانية الخير لهرم موظفي الدولة من الوزراء، وتنسحب على من تحتهم. صور كثيرة ترسم لا عذر للموظف: أن ترى موظفين في مطاعم الإفطار بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً حتى قبيل الظهر، وأن تراجع معاملتك ليرد عليك موظف بأن زميله خارج الدائرة وعليك أن تنتظره! وتراجع دائرة أخرى بعد الظهر ويقال لك خرج الموظف لإيصال أبنائه ولم يرجع! وأن تشاهد أعمالاً لمشاريع طرق أو مبانٍ حكومية ونحوها فلا تشاهد صاحب المناقصة يقف تحت الشمس ليراقب عمالته، ويسمع من المواطن ملحوظاته، فضلاً عن البطالة المبطنة بالوظيفة، وأن ترى موظفاً بلحمه وشحمه على كرسي الوظيفة ولا ترى له عملاً ولا أثراً ولا حتى ابتسامة وأخلاقاً! وأن ترى ملايين الساعات لعمل موظفي الدولة ولا ترى نتاجاً!! وغير ذلك من الصور القاتمة للا عذر!! ومع ذلك تأسف عندما تجد موظفاً يُسقط إخفاقاته على إدارته أو على وزارته أو على زملائه!! ويرمي بالفشل عليهم!! ولو ناقشته عن منجزاته في دائرته الذاتية الصغيرة قد تجد إنجازاً ضئيلاً، أو لا تجد أي إنجاز!! فكيف يؤمَّل منه إنجاز لوطنه!! هنا مكمن الخلل، ألاّ يعمل كل واحد منا بإخلاص وتفانٍ وإتقان.. ومتى رأينا جميعاً صورة المسلم القوي الأمين {إن خير من استأجرت القوي الأمين} فإننا نخطو للتميز والبناء الحقيقي. هم قلة، ترى إنجازات بجهودهم الفردية، فكيف لو هبّ الجميع قوة وأمانةً في أعمالهم ووظائفهم؟! لا شك أن الصورة ستنقلب إيجاباً. وليت كل موظف حكومي يعلم أن الدولة فوضت بتوظيفه ولم تفوض بفصله من عمله، ضماناً ومراعاةً له ولأسرته ألاّ ينقطع راتبه الذي به مأكله ومشربه ومعاشه وأبنائه وأسرته!! فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! ومن المهم العلم بأن الإسلام يربي مبدأ المراقبة لله تعالى في نفس المسلم. ترى صوراً كثيرة للأمانة والإتقان عند غير المسلمين، للأسف!! {وَالَّذِينَ هُمْ لأِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، {إن اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا...}. وفي الحديث لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، كما أوصى النبي - عليه الصلاة والسلام - المسلم: أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك، إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. والنتيجة للأسف أن التنفيذيين الذين يديرون أعمال المشاريع الحكومية هم المسؤولون عن مخرجاتها، فماذا عسى أن نقول لهم ونحن نرى ما نرى من قصور وضمور!
مشاركة :