اتقوا الله يا شركات الوهم والكلام في شهر الصيام !!

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

قال أبو العلاء المعري :يجرن الذيول على المخازي وقد ملئت من الغش الجيوب يقول المثل الأميركي(تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك لاتستطيع أن تخدع كل الناس طول الوقت) فهناك مافيا أخرى غير مافيا شركة التأمين الصحي للمتقاعدين عافية اللي الله لا يعطيهم عافية في هذا الشهر الفضيل وهذه المافيا الجديدة هي عصابات شركات الاتصالات التي تبيع الوهم على المواطنين والمقيمين فهي تتاجر بالكلام وتربح الملايين فهذه الشركات تحقق أعلى الأرباح سنويا وبعضها يتجاوز ما تحققه حتى البنوك وتعتبر اسهمها في البورصة من أعلى الأسعار وتحقيقا للأرباح رغم أنها لا تبيع سوى الوهم والكلام على الناس الذين ينطبق عليهم المثل القائل(رزق القطاوة على الخاملات) نظرا للاستخدام الغير سليم لأجهزة الاتصالات فالكثير من المكالمات غير ضرورية فقط للتسلية واللهو .كانت في الكويت في السابق شركة اتصالات واحدة وبعد أن كثرت شكاوي المشتركين من ابتزاز تلك الشركة لهم بطرق ملتوية ورفعها الأسعار باستمرار حتى تحولت إلى نار تكوي جيوب المشتركين طالب بعض أعضاء مجلس الأمة بزيادة عدد شركات الاتصالات حتى يكون هناك منافسة ولايكون هناك احتكار للسوق من شركة واحدة وبالفعل تم تأسيس أكثر من شركة رغم استيلاء شركات خليجية عليها إلا أن المشتركين استفادوا من المنافسة في الحصول على أسعار منخفضة للمكالمات وبقية الخدمات ولكن بقي أسلوب الغش والاحتيال وشفط أموال المشتركين بطرق أخرى سوف نوضحها .أنا أريد أن أتكلم عن تجربتي الشخصية فقد وقعت عقد اشتراك مع إحدى الشركات بتزويدي بخدمة النت والمكامات شهريا مقابل قسط شهري هو 16 دينار وبعد ذلك اكتشفت أن الواقع شيء والعقد الموقع شيء آخر فهو بمثابة فخ يقع فيه المشترك فقد وصلت الفاتورة الشهرية إلى 100 دينار وأحيانا أكثر لأن هناك أساليب الغش منها أن المكالمات ليست مجانية علاوة على خدمة النت فهناك حد معين للواتسابات والخدمات الأخرى وبعدها يبدأ العداد يعمل والحسابة بتحسب والحبل على الجرار .إن هذه الشركات للأسف لاتراعي ظروف المشتركين إن كانوا أصحاء أو معاقين وهنا أود أن أذكر موقف انساني ينفطر له القلب حزنا فقد كنت في إحدى الندوات أثناء انتخابات مجلس الأمة فوقف مواطن معاق كبير بالسن وبدأ بشرح معاناته للمرشح والحضور وأقسم أنه تم إنزاله من السيارة في منتصف الليل في إحدى نقاط التفتيش بسبب وجود ضبط وإحضار عليه نتيجة حكم قانوني لقضية رفعتها عليه إحدى شركات الاتصالات وقد كانت قيمة الفاتورة المطلوب سدادها فقط 15 دينار وقد تم اقتياده المخفر حتى تم سداد المبلغ وهذا الأسلوب الغير إنساني لازال تتبعه عصابات شركات الاتصالات فهي لاتتورع عن رفع القضايا على المشتركين بسبب مبالغ تافهة وتورطهم بإجراءات قانونية مثل منع السفر وضبط وإحضار وكثير من المسافرين يجد عليه منع سفر لأنه لم يسدد مبالغ تافهة تصل حتى إلى عشرة دنانير وقد يتأخر عن الرحلة ويتعرض لبهدلة ومواقف بايخة بسبب إجراءات تعسفية من مافيا شركات الاتصالات.الجدير بالذكر أن هذه الشركات تقدم لها وزارة المواصلات تسهيلات كثيرة بتراب الفلوس مثل إقامة أبراج للاتصالات لها في مختلف مناطق الكويت ورغم ذلك هي تماطل في تسديد تلك المستحقات لأن ببساطة من يملكها له نفوذ ولوبي قوي يضغط على الحكومة والمجلس.نعتقد أن هناك حاجة لشركات اتصالات أخرى بشرط أن تكون وطنية ويشارك في ملكيتها المواطنون حتى يتم كسر احتكار ثلاث شركات للسوق واحدة منهم فقط وطنية وللعلم إحدى هذه الشركات قبل فترة سرحت العشرات من العمالة الوطنية بدون سابق إنذار وقد حاولت في إحدى المرات لأوسط لتوظيف خريج كويتي في إحدى تلك الشركات وقد جاءني الرد أنه لا توجد إلا وظيفة في ال call centre براتب متواضع فهذه الشركات للأسف لاتساهم في توفير فرص عمل للشباب الكويتي رغم الأرباح الطائلة التي تحققها وأيضا هي لا تساهم في تنمية المجتمع والمشاركة في خطة التنمية سواء فهي فقط كالإسفنجة تسقط المال العام وأموال المشتركين من المواطنين والمقيمين بطرق يغلب عليها الغش والخداع والنصب والاحتيال.ختاما نقول لهذه الشركات اتقوا الله في المشتركين وتوقفوا على الأقل في شهر رمضان عن ملاحقة المشتركين ورفع القضايا عليهم وتوريطهم بإجراءات قانونية بسبب مبالغ تافهة مما يسبب إزعاج للمشتركين وكذلك المحاكم فهناك تكدس غير طبيعي للقضايا التي كان من الممكن أن لا تصل إلى المحاكم لو كان لدى مافيا شركات الاتصالات ذرة إحساس وإنسانية وأن تكون واضحة في العقود التي توقعها مع المشتركين بدون غش وتدليس ولا نشتكي هذه الشركات الحكومة والمجلس لأنهم شركاء في هذه المهزلة ولكن نشتكي تلك الشركات إلى رب العباد وملك الملوك لأن هناك عبارة تقول الشكوى لغير الله مذلة .أحمد بودستور

مشاركة :