قلب الموائد في وجوه القصائد | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/4/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قَبل فَترة كَتبتُ نَاصية تَقول: (سَألني أحدُهم: لمَاذا تَركتَ كِتَابة القَصَائِد؟.. قُلت: لأنَّ "القَصائد مَصائد"، فهي تَصيد عُمرك وتَجعله لَها، وعُمري أثمَن مِن أن أُضيّعه في القَصَائِد)..! إنَّني أقول مَا أعتَقد، وأعتَقد مَا أَقول، وقَد أَوضحتُ في أكثَر مِن مَكان أنَّ قَول الشِّعر ونَظْمه؛ هو مَضيعة للوَقت، الذي أَمرنا الدِّين بالمُحافظة عَليه..! قَبل عشرين سَنَة، كَتبتُ في صَحيفة "الرّياضيّة" عَن أوجُه التَّشابُه بَين القَصيدة والمَرأة، وأكّدتُ بالدَّليل القَاطِع تَشابههما مِن عدِّة جِهَات، ونَظرًا لأنَّ المَقال طَار مِن الذَّاكرة، وطَار مِن أرشيف الصَّحيفة، فسأُحَاول استَعادته بصَورةٍ أجمَل وأكمَل وأعدَل..! أوّلًا القَصيدة لا تَقبل الشُّركَاء.. هَذا بالنَّسبة للشَّاعر الحَقيقي، فمَثلًا شَاعرٌ كَبيرٌ وشَاعرٌ مُثيرٌ مِثل "نَزار قبّاني"، لَم يُعرف عَنه إلَّا كِتَابة الشِّعر، لأنَّ القَصيدة كَانت حيَاته وحَبيبته؛ وزَوجته ومهنته، وكَذلك المَرأة مِثل القَصيدة، لا تُعطي إلَّا إذَا كَانت تَعيش وَحيدة في قَلب صَاحبها، وإيمَانها وإيمَان قَلب صَاحبها لا يَميلان إلَى الشِّرك..! هَذا مِن نَاحية، ومِن نَاحيةٍ ثَانية، أنَّ القَصيدة والمَرأة كِلاهما مِلْحَاح، فالشَّاعر الشَّاعر، والشَّاعر السَّاحِر؛ يَستيقظ في مُنتصف اللَّيل؛ لتَلبية مِيعاد غَرَامي مَع كِتَابة قَصيدة، أو يَهرب إلَى غُرفته -مِن أصحَابه- لكي يَشهد ولادة نَص شِعري مُدهش يَعرفه النَّاس بِهِ، وكَذلك المَرأة إذَا وَقع في غَرامها أي رَجُل، فإنَّه يَسهر لَيلًا ونهَارًا لتَلبية مُتطلباتها، حتَّى وإن كَانت صَغيرة ويَسيرة..! ومِن نَاحيةٍ ثَالثة، القَصيدة تَحتاج إلَى تَدليل وتَهيئة المَكان، وإشعَال ضوء فِتنة الشِّعر، لكي تَأتي القَصيدة آمِنَة مُطمئنة، وتَخرج مِن قَريحة صَاحبها عَلى فرَاش الوَرق، وبذَلك لا تَكون بَعيدة عَن المَرأة؛ التي يُحاول زَوجها أن يُدلّلها؛ ويَستدنيها ويَستدرجها بأعذَب الأقوَال؛ وأحلَى الكَلَام، حتَّى تَأتي إليهِ غَير عَصيّة، ورَاغبة لا رَاهبة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لَن يَستطيع هَذا المَقال أن يُعدّد نِقَاط التَّشَابُه؛ أو القَواسم المُشتركة بَين القَصيدة والأُنثَى، لأنَّها كَثيرة، ولَعلّ أهمّها أن المُجتمعات المُحافظة تُحارب "القَصيدَة السَّافِرة"، وتَحدُّ مِن حريّة "المَرأة السَّافِرة"..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :