الإمام أحمد بن حنبل 2ــ2

  • 6/5/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

.. لقد ازدهرت واستنارت مكتبتي بمجلدات الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني مع شرحه المسمى بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني تأليف أحمد بن عبدالرحمن البنا المتوفى عام 1378هـ . لقد كان أحمد بن حنبل محدثا كبيرا إلى درجة أن بعضهم غلب عليه صفة المحدث .. فقال : إن ابن حنبل محدث غير فقيه وأن الفقهاء هم أبو حنيفة ومالك والشافعي . لكن ابن حنبل قد أخذ على الشافعي، والشافعي قد أخذ على مالك، وعلى محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة، فهو محدث فقيه ولكنها مماحكات مذهبية تجاوزها الزمن. ومن أرقى معارج الشرف العلمي أن يكون المرء محدثا يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويقال : إن ابن حنبل قد قال لابنه عبد الله إن عنده ثلاثمائة ألف حديث. فقال : الحمد لله . فقال ابن حنبل : لا تعجل فإن هذه الأحاديث مكذوبة على رسول الله وقد جمعتها لكي لا يخدع الناس بها. وجمع كتابه المعروف مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني سجل فيه كافة الأحاديث الصحيحة التي عرفها واستوثق منها ومن أسانيدها، وكتابه هذا هو أجمع كتب الحديث وقد طبعته دار الشهاب بالقاهرة، وقد سئل الشيخ علي أبو محمد اليونيني : أنت تحفظ الكتب الستة ؟ أي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . فقال : أحفظها وما أحفظها . فقيل له : كيف هذا ؟ فقال : أنا أحفظ مسند أحمد وما يفوت المسند من الكتب الستة إلا قليل . وقال أبو الحسنين عبيد الحافظ : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول خرج أبي المسند من سبعمائة ألف حديث. وقام العلماء الحنابلة بخدمة المذهب الحنبلي لا سيما بكتاب المغني لابن قدامة وهو سفر ضخم حافل، وقد يسر الله طباعة (المغني) في المملكة بمناسبة ذكرى مرور مائة عام على دخول الملك عبد العزيز آل سعود الرياض ، وازدانت هذه الطبعة التي حققها الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي والدكتور هارون الحلو بالمجلد الأخير الذي يحوي كشافا شاملا لموضوعات الكتاب، وهذا العمل دليل جديد ومعاصر على صدق نية العلامة الجليل أحمد بن حنبل المتوفى عام 241هـ . ولما وقعت فتنة خلق القرآن وإصرار الدولة العباسية على إجبار العلماء بالقول بخلق القرآن ثبت الإمام أحمد على أن القرآن منزل غير مخلوق وكلما اشتدوا في تعذيبه قال لهم أعطوني شيئا من كتاب الله أو من سنة رسوله حتى أقول به ، وبقي صامدا ثابتا حتى رفعت المحنة عنه بعد ثمانية وعشرين شهرا، ولما مات قدرت جموع مشيعيه بين سبعمائة ألف ومليون وثلاثمائة ألف إنسان. وقد اشتهر في تاريخ الإسلام بناصر السنة رحمه الله. السطـر الأخـير : وكانت في حياتك لنا عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيا.

مشاركة :