ماذا تعني الصفحة الأخيرة...! - زينب الخضيري

  • 6/7/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الحب حضر على عتبات المسرح.. يأخذ دور البطولة يصفق الحضور بكل حرارة يحضن الورد ويعود ليقبل الأرض يطير السماء فيرحل ومازال الجمهور ينتظر الفصل الآخر!"نواف الجهني" في لحظات الصفاء والوحدة، يبدأ شريط حياتنا بالدوران وأول ما يحضر هو صور من نحبهم، وابتساماتهم العذبة، قصصهم المليئة بالإثارة، وسكوتهم المرصوص بزهور الشوق، من قال إن الراحلين لا يعودون؟ عندما أنتهي من كتاب وأطويه على غلافه الأخير، أصاب بصدمة نفسية، وأحس أن الزمن توقف، فلاشيء يضاهي عقارب النهايات عندما تدق معلنة الرحيل، فقد نطوي الكتاب ونقفلة على أجزاء منا بقينا معها بكل ود، وسبرناها بنظراتنا مع كل سطر، لم يكن فعل القراءة يوماً فعلاً عادياً بل هو حياة، ومشاعر مكتملة النمو تكبر وتكبر حسب مدة قراءتنا للكتاب، فليس غريباً أن نحس بالحزن عند إتمامنا لكتاب، فنحن نشعر أننا سنفقده، وهذه المشاعر تتولد عندما نعيش التجربة أياً كانت ونتوغل داخل تفاصيلها بحالة حب صوفي مكتمل الأطراف، ففي صبيحة أحد الايام اتخذ وجهي تعبيراً سمحاً يمكن النفاذ إليه، كان صباحاً من تلك الصباحات التي يختبئ فيها القدر عند المنعطفات ويحدث شيء ما بسهولة دون تعب، ففي مثل هذه الأوقات تتوقف الخيبات عن طرق أبواب قلوبنا، ويغادر القلق والارتباك أرواحنا فنبحث عن السبب فنجده خارج إطار يومياتنا، إذاً إننا نرى العالم منظماً جداً ومكتمل التكوين، كانت مشاعري مكتنزة بالأمل والحب، ولم تكن هذه المشاعر جديدة علي، فقد شعرت بشعور مماثل عندما أتممت قراءة قصيدة(صلوات في هيكل الحب) ل أبي القاسم الشابي والتي كان مطلعها: عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولةِ، كالأحلامِ كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ كالورد، كابتسام الوليدِ هذه البداية المطلة على فيافي الروح هي أشبه بنسيم أخاذ يلتف حولك ويبعث عندك النشوة، ومن وجهة نظري هي أعذب قصيدة قيلت في الحب والصبابة والجوى، وهي القصيدة التي رتقت مشاعري وغمرتها بفيض ممطر من الحب والجمال، وعندما ألتفت لهذا الجمال أتذكر أن الحياة لازالت بخير ولازالت تفتح ذراعيها لنا بكل حميمية، فالنهايات التي تحزنني عند انتهائي من قراءة كتاب أو عند توديعي في المطار لعزيز علي، ماهي إلا بدايات لمرحلة أخرى، وأشياء جديدة، وأفق أوسع، ما المانع من الحزن إن كان يحفزني للأفضل ويقودني نحو مسالك النجاح؟ *وَرَقَةٌ مَطَوِيَةٌ : يَذُوبُ العُمرُ بَحَثاً عَنْ مَرَافِئ الحُبْ، وَحَسَب تَوقِيتِ القَلبْ، تَدُقُ لحَظَةٌ مَهَجُورَة مِنَ الوَقَت، أنَفَصِلُ مِنيِ كَمَا تَنفَصِلُ ابِتسَامَة مَكسَوَرةِ، وَ أوَارِينِي فِي ثَرَى السّاعَةِ.

مشاركة :