بسام فتيني: الكتابة الصحافية كالمشي بحذاء حديدي ثقيل داخل حقل ألغام مدفونة

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

* وعيناك إلى الداخل.. من أنت؟ - أنا ابن مكة وفي قلبي تسكن أُم القُرى. أنا صاحب الشيخ والداعية والمطرب والفنان. * ماذا بقي في ذاكرتك عن أيام الطفولة؟ - جدران بيت جدي في حارة (سوق الليل)، وحوش العائلة في منطقة (أبو مراغ) في ضواحي مكة. * جدة.. ماذا سجلت عنها في مذكراتك الخاصة؟ - جدة ملاذي حين أقف على رمال بحرها الأحمر استنشق اليود ورائحة (المجاري) وحولي الفئران السوبر جامبو ذات الحجم الكبير!. * من شكلك كاتباً صحافياً؟ - (أبلتي) مرڤت بخاري أول من آمن بموهبتي ومنحني فُرصة الكتابة المقال، لذا كنت وما زلت وسأظل أناديها (أبلتي). * ماذا عن محطتك الكتابية في صحيفة البلاد؟ - كان محمد أحمد عسيري وناصر الشهري أول من منحاني فرصة كتابة مقال الرأي فيها. * وتجربتك في عكاظ؟ - منحني فيها الدكتور هاشم عبده هاشم فُرصة تاريخية لأكون كاتباً عكاظياً، وقال لي يومها: (يا بُني لا سقف للحرية إلا المسؤولية). * وماذا عن تجربتك في الوطن؟ - ربت على كتفي طلال آل الشيخ، ومنحني شرف الكتابة في صحيفة أعتز بها كثيراً. * أخيراً.. ماذا عن تجربتك في صحيفة مكة؟ - كان موفق النويصر مفتاح دخولي لصحيفة مكة، وعلي الزيد رئيس التحرير كان معي خير سند في زاويتي (راصد بلا مراصد). * هل تؤيد التفرغ للكتابة؟ - الكتابة الصحافية تشبه تماماً المشي بحذاء حديدي ثقيل داخل حقل ألغام مدفونة، لذا التفرغ لها وفيها، مخاطرة كُبرى. * الصحافة.. هل تمثل بحق سلطة رابعة في مجتمعنا، أم إنها مجرد عبارة اجتررناها من الخارج؟ - نعم، وقد استشعرت هذا الدور وأصبحت أكتب وأنا ألبس هذه القبعة. * في زمن الإنترنت والانفتاح الفضائي. هل نحتاج إلى المزيد من الحرية في صحافتنا؟ - أصبح من المخجل أن تتجه الصحافة نحو سقف يقل عما يجب أن تكون عليه ضمن أُطر المهنية. * ما مدى رضاك عن الدور الذي تؤديه هيئة الصحافيين السعوديين، تجاه الصحافي وما ينسب إليه زوراً وبهتاناً؟ - قلت رأيي كثيراً في هذه الهيئة، وهنا أكتفي بجملة (الضرب على الميت حرام). * هل أدت الهيئة الأدوار التي أنشئت من أجلها، الهادفة إلى البناء والتطوير وتعزيز الثقة ومنح الحقوق ورد المظالم عن الصحافيين... إلخ؟ - لا أعول كثيراً على هذه الهيئة المعاقة، وأتمنى لها الخروج من عباءة المسكنة التي ما زالت تعيشها منذ إنشائها. * يقولون إنك تحب المعارك.. ما صحة ذلك؟ - أهلاً بالمعارك إن كانت دفاعاً عن حقٍ ما، أو قضية ما، أو مظلمةٍ ما. * يقول فيلسوف الصين «كونفوشيوس»: «أوقد شمعة بدل أن تلعن الظلام».. ترى ما النفق الذي يستحيل أن يوقد فيه شمعة «كونفوشيوس»؟ - هذا سؤال مفخخ بكل المقاييس، لذلك سأقول نفق تجاويف العقل المتشدد هو النفق المظلم للأبد. * نتحدث بلغة، ونكتب بلغة أخرى، ونتعامل بلغة متناقضة مع الجميع.. في رأيك هل نعاني من خلل ما؟ - لا نستطيع التعميم بذلك، شخصياً أحاول أن أكون (أنا) في كل حالاتي، مع اتخاذ مبدأ لكل مقام مقال. * من الذي «حاط دوبه بدوبك»؟ - كُل من ينهب المال العام، والفاسد المفسد، ومن يعادي بلادي ولو بالكلمة. * هل تجادل كاتباً يتعصب لرأيه؟ - بصراحة نعم، وأتعمد استفزازه؛ لأحاول إخراج كل ما في جعبته، ثم أنهي الحوار بكل حب. * ما الذي رميت إليه بقولك: «إن مشاريعنا التنموية هي الأطول مدة والأعلى تكلفة والأسرع عطباً؟ - قصدت به توصيف هذه المعادلة الغريبة!!. * يقال إن (كوميديتك) ولدت معك ككاتب منذ البداية؟. - لا أُصنف نفسي كاتباً كوميدياً أبداً. * كل ممنوع مرغوب، فما الممنوع الذي تتمناه؟ - قيادة المرأة للسيارة، ووجود السينما. * وإلى أي مدى تستطيع «رجلك» أن تتناسب مع «لحافك»؟ - والدي زرع في دواخلنا هذا المبدأ جيداً، فكانت قدمي لا تتجاوز لحافي أبداً في كل أمور حياتي. * ما اليوم الذي بكيت فيه.. فلما صرت في غيره بكيت عليه؟. - لا زالت مرارة رحيل عمتي (عائشة) رحمها الله التي لم تنجب أطفالاً يُبكيني حتى اليوم كلما تذكرتها. * كاتب تقرأ له بشغف؟ - خلف الحربي بلا منازع، وأفتقده كثيراً الآن. * وآخر تشعر أنه مفروض على الساحة؟ - أحد الأطباء (من أبناء الذوات) يحاول بالقوة أن يكون كاتباً، وصحيفته للأسف تجامل كتاباته الإنشائية، فقط لأنه من المُعلنين في الصحيفة. * وكيف تراه على المستوى الشخصي؟ - أُشهد الله أنه دمث الخلق ورجل جميل كطبيب فقط، أما ككاتب فلا يمكن أن يكون كذلك!. * مهرجانات التكريم لا «تستيقظ» إلا على سيرة «مرحوم».. لماذا هذه الغفوة عن الأحياء؟ - أتفق معك تماماً في هذا؛ لذلك كنت دائماً أستشهد بإثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة التي دأبت منذ عقود على استضافة وتكريم الأحياء. * من الصحافي الذي لن تنجب الصحافة مثله؟ - عمر المضواحي - رحمه الله - فقد كان خط الدفاع الأول عن مكة المكرمة وتراثها وآثارها، ومواده الصحافية تشهد. * بماذا تصف تجربتك مع رؤساء التحرير؟ - د. هاشم عبده هاشم، علمني كتابة المقال القصير المقنن الذي لا تتجاوز كلماته 250 كلمة. أما طلال آل الشيخ فقد منحني سقفاً عالياً وهامشاً حملني به وفيه مسؤولية كبرى. أخيراً أخي الأكبر علي الزيد، فهو بحق سند لي في صحيفة مكة، رغم بعض معاركنا الشرسة حين يتعلق الأمر بمقص الرقيب. * ومن هو رئيس التحرير الذي تمنيت العمل معه؟ - قينان الغامدي، فهو نموذج للرئيس الشجاع القوي. * شخص تدين له بالفضل الكبير؟ - حمد القاضي، الذي أعادني للكتابة الصحافية عبر صحيفة مكة، بعد تركي لصحيفة الوطن، ودون طلب مني. * ماذا تشكل المرأة في حياتك؟ - المرأة في حياتي، خط الدعم الأول لي. * ما الشيء الذي تحبه فيها؟ - أُحب في المرأة من تفرق جيداً بين من يحترمها لعقلها، وبين من يطمع بها لمآرب أخرى. * وما الشيء الذي تكرهه فيها؟ - أكره في المرأة افتقادها لأنوثتها وحياءها، فذلك شيء مزعج. * صف حياتك في مانشيت صحافي؟ - بعد كل ما سبق وذكرته، سأستعير بما تغنى به محمد عبده وأقول: (حياتي كلها صبر وجلادة). * لماذا يتباهى كثير من رؤساء التحرير، بدعم الإعلاميات لديهم؟ - وما المانع. دعهم يا رجل، فالمرأة تم تهميشها مهنياً سنوات طوال. * وما سر بقائهن مهضومات الحقوق؟ - بصراحة لا أعلم. * كيف يتسنى للإعلامي السعودي تعزيز ثقته في مجال عمله، وهو لا يحظى بثقة المؤسسة التي يمثلها؟ - لو كانت لنا هيئة حقيقية وليست صورية كهيئة الصحفيين السعوديين؛ لتسنى لنا ذلك. * جيل «البلوغرز» في مجتمعنا السعودي.. كيف نعزز مواقفه، وبأية كيفية نكبح جماحه ونوقف شطحاته؟ - دعهم يشطحون طالما في حدود المعقول دون المساس بالثوابت، فالحكمة تأتي بعد الكثير من الجنون!. * يقال همساً إنك تعشق كرة القدم وتشجع الأهلي، لكنك تخفي ميولك الرياضية؟ - أنا وحداوي حتى النخاع، ولا أشجع غير هذا النادي المكي العريق، رغم أنه يتعب قلبي كثيراً. القلب أبيض والدم أحمر!. * هل أنت مع أو ضد إعطاء المرأة المزيد من الصلاحيات؟ - مع إعطاء الصلاحيات لمن يستحق، دون اعتبار للجنس ذكراً كان أو أنثى. * ما مواصفات المرأة التي تفخخ فكر الأديب بألغام الإبداع؟ - قيل قديماً: حُب الرجل لامرأة تشغل كيانه لا يمخض إلا إبداعاً، وأحمد رامي وأم كلثوم أكبر دليل!. * متى تعترف المرأة بأنها يائسة؟ - حين يخذلها أهم رجل في حياتها. * هل تفاخر بحب أحد؟ - نعم أفتخر بحبي لوطني فوق ما تتخيل، وحين أنتقد السلبيات في بلادي، فذلك لأني أنشد أن تكون خير بلاد الأرض وأجملها. * ولماذا اختار أبطاله التحرك خلف الستار وجعلوا الظهور للكمبارس؟ - لا تستهون بالكومبارس، فحتى البطل لا يمكن أن يكون بطلاً بدونه! * منك إليهم هذه الكلمات: * د. علي الغفيص: - حقيبتك الوزارية ثقيلة، بل وثقيلة جداً، أنصحك بالاستعانة بامرأة قيادية تتولى دفة الشأن الاجتماعي في وزارتك. * د. توفيق الربيعة: - أعلم أن لك من اسمك نصيباً، ومع ذلك احذر من مقبرة الوزراء هذه. * د. ماجد القصبي: - أما آن الأوان لتخلخل أنظمة الغُرف التجارية الرثة؟. أنصحك بأن تزرع الشباب في مجالس الإدارات الجديدة عند اختياره وتعيينه لثُلث مجلس الإدارة، ولتكن البداية في الغرفة التجارية بمكة المكرمة. * د. بدرية البشر: - ما زلت أذكر استضافتك لي في برنامجكِ. أنتِ مقدمة برامج بطعم كاتبة صحافية. أفتخر بكِ كثيراً. * خلف الحربي: - أفتقدك كثيراً. لا تجعل MBC تخطفك من كتابة المقال. * خالد السليمان: - تعلمت منك أن أقول للفاسد أنت فاسد بلا خوف وبلا يد ترتعش، ومقولتك الشهيرة ما زالت ترن في أذني (لو تم القصاص من اللصوص جميعاً، لكانت بعض البشوت بلا أكمام).

مشاركة :