«فورين بوليسي»: قطر أبرز ممولي «القاعدة» والتفت على إجراءات مكافحة الإرهاب

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ساعدت سيطرة الديموقراطيين وأقصى اليسار الأميركي على كبرى وسائل الاعلام الأميركية قطر في أزمتها اذ ينتهج هذا الاعلام منهجية واضحة معارضة لكل الخطوات والتحالفات التي يبنيها الرئيس ترمب منذ وصوله للرئاسة، ومنذ أيام حملته الانتخابية ما دعا عدد من وسائل للوقوف ضد الرئيس ترمب في الحلف الاستراتيجي الذي يجدده مع المملكة. غير أن صلات قطر الواضحة للغربي قبل العربي لم تمكّن الإعلام "المزيف" كما يسميه الرئيس دونالد ترمب من التعامي عن الحقائق التي قادت دول العالم الإسلامي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلى قطع العلاقات مع قطر. ومع اتضاح جدية القطيعة التي فرضتها دول إسلامية على قطر اهتمت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية بنشر تقرير مطوّل يسلّط الضوء على أهم تحدي يواجه قطر وهو دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي. وبدأت الصحيفة تحقيقها بتقديم مشكلة دعم قطر لتنظيم القاعدة على المشكلات الأخرى كعلاقاتها مع طالبان وإيران وتنظيم الإخوان المسلمين وحركة حماس لأن التنظيم الإرهابي من خلال فرعه في سورية يشكل أكبر خطر يهدد أوروبا وأميركا وحلفائهما في المنطقة بعد تنظيم (داعش) بحسب تقرير مجلس الأمن الدولي في العام 2016 م فالدعم المتواتر التي قدمته قطر لهذا التنظيم كان يضمن استمراريته و قوته وتمكينه من القضاء على باقي المجموعات المقاتلة على الأرض. وكشفت (فروين بوليسي) أن ميزانية تنظيم القاعدة في سورية بلغت 10 ملايين دولار، مؤكدة معلومات البيان المشترك للدول العربية الذي صنف سعد بن سعد الكعبي كأحد الإرهابيين القطريين الذين ينظمون فعاليات لجمع أموال طائلة في قطر وإرسالها لتنظيم القاعدة في سوريا، فمنذ عام 2015 م قامت الأمم المتحدة بإدراج سعد الكعبي على لوائح العقوبات الأميركية وذلك لجمعه الأموال بالنيابة عن تنظيم القاعدة في سورية، بالإضافة إلى ترويجه لمقاطع فيديو لمقنعين وغرفاً مليئة بالأسلحة في سورية، ضمن حملة مبهمة أسموها بحملة (مدد أهل الشام للمجاهدين)، وبإشراف خاص من قبل سعد بن سعد الكعبي وهذا يفسّر تصنيف وكيل وزارة الخزانة الأميركية آنذاك ديفيد كوهين قطر في مارس 2014 م على أنها (متساهلة قضائياً) مع ممولي الارهاب. حيث صرح كوهين بأن المشكلة لا تقتصر على دعم حركة حماس، بل تمتد إلى الدعم القطري للجماعات المتطرفة العاملة في سورية، وخلص الى القول "أن هذا يهدد بتفاقم الوضع السيء أصلاً في سورية بطريقة خطيرة"، وكانت هذه الأموال المقدمة للقاعدة جزء من مبالغ طائلة تلقاها التنظيم من قطر كان آخرها عبر صفقة إطلاق سراح صيادين قطريين. وسلطت (فورين بوليسي) في تقريرها الضوء على التفاف قطر حول الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضدها لدعمها للإرهاب دون أن تقطع قطر صلاتها بشكل نهائي، فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول قطر عام 2014 م بشأن الإرهاب قد طالب قطر بوقف نشاطات داعمي الارهاب، قامت قطر بإقفال منصة سعد الكعبي على الإنترنت لجمع التبرعات، وما يسمى بـ(مدد أهل الشام)، وهاتين المنظمتين متهمتين بدعم تنظيم (القاعدة)، إلا أن عقوبات الخزانة الأميركي لاحقاً أشارت إلى أن الكعبي ما زال يشارك بنشاطات في تمويل القاعدة في سورية بعد عام على الأقل من شمله في العقوبات. كما أثارت المجلة اسم عبد الملك عبد السلام (المعروف أيضا باسم عمر القطري) وهو أردني الجنسية احتضنته قطر وكان أحد أدواتها لتمويل تنظيم القاعدة على نطاق واسع، فوفقاً للخزانة الاميركية ففي العامين 2011 و2012 م عمل عبدالملك مع شركاء في تركيا وسورية ولبنان وقطر وإيران لجمع ونقل الأموال والأسلحة وتسهيل سفر المقاتلين الى سورية. ولم تمر ولاية وزير الخزانة الأميركية الأسبق أيضاً دانييل غلاسر قبل أن ينتقد دعم قطر وصلاتها مع منظمات إرهابية حيث قال في فبراير 2017 م أنه يوجد ممولين للإرهاب يعملون بسلام داخل قطر، مضيفاً أنه يجب على قطر اتخاذ قرارات جوهرية حول مكافحة تمويل الارهاب لتجعل البلاد بيئة معادية للممولين الارهابيين. وأشار الى أن الخطوات الايجابية التي اتخذتها قطر "بطيئة بشكل مؤلم". واختتمت (فورين بوليسي) تقريرها حول تمويل قطر للقاعدة وفرعها السوري بالتحديد بالقول "من المؤكد أن قطر تأخرت في محاربتها ووقفها للنشاطات الممولة للإرهاب على أراضيها إلا أن شروعها الفوري بالعمل لقطع هذه الصلات يبقى أفضل من لا شيء".

مشاركة :