وهج إبداعي في عزف محمود الرفاعي | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/11/2014
  • 00:00
  • 50
  • 0
  • 0
news-picture

وَعدتُكم -ووَعد العَرفج الحُرّ "ولَيس الحَرّي" دينٌ- بأنْ أكتُب كُلّ شَهر عَن شَاعِر؛ أَتلمّس فِيهِ نبُوغًا شِعريًّا، يَشقُّ طَريقه عَبر حرُوفه إلَى مَدينة الأضوَاء، والإبدَاع والعطَاء..! وقَد بَدأنا بالشَّاعر المُتألِّق "مفرّح يحيى الشقيقي"، ثُمَّ تَلَوْنَاه بالشَّاعِر "يوسف الرحيلي"، وهَا نَحنُ نُثلِّث بثَالوث الإبدَاع، وهو الشَّاعِر الأديب "محمود دخيل الله الرفاعي"، وسأَكُون صَادقًا وأَقول: بأنَّني لَم أتعرّف عَلى هَذا الشَّاعِر، وكُلّ الحِكَاية أنَّني عِندَما كُنتُ بمعيّة شَيخي "عبدالرحمن المعمّر"؛ لإدَارة أُمسية أَدبيّة في أُملج، سَلّم عَليّ شَابٌّ خَجولٌ، ودَسّ في يَدي أورَاقًا، قَرَأتُهَا، فوَجدتُها قَصائِد لهَذا "الرفاعي" البَديع في شِعره، وقَبل أنْ أَفْتَح الأورَاق، كُنتُ أَظنُّ أنَّه دَفع إلَيَّ بمَعروض، أو بطَلَب شَرهة، أو قطعة أَرض، وهَذه أشيَاء لَا أَملكها، ولَو كَانَت الأورَاق كَذَلك، كنتُ سأُمرّرها إلَى سَعادة مُحافظ أُملج، الذي كَان يَجلس إلَى يَساري..! يَقول الشَّاعِر "محمود الرفاعي": هَلْ أُنَاجِي رَجْعَهُ هَمْسًا نَجِيًا أَمْ أُحَاكِي جَرْسَهُ صَوْتًا جَرِيا خَاطِرَاتُ القَلْبِ يُمْلِيهَا جِنَانِي وَيَرَاعِي تَرْجَمَ الوَجْدَ الخَفِيّا لَسْتُ مُلْتَاعًا بِهِنْدٍ أَوْ بِلَيْلَى إِنْ جَمَعْنَا الوَصْلَ أَوْ أَمْسَى عَصِيّا إِنَّمَا شَوْقِي لأُمٍّ أَوْرَثَتْنِي رِقَّةَ الإِحْسَاسِ وَالفِكْرَ النَّقِيّا وهَكَذا يَستَمر التَّدفُّق الشّعري، وتَزاحُم المُفردَات، إلَى أن يَقول: قَدْ يَبُثُّ البَحْرُ أَحْلاَمَ التَّلاَقِي أَوْ يُنَاجِي البَدْرَ إِشْعَاعَ الثُّرَيّا أَوْ يَصُبُّ الشَّوْقَ فِي لَحْنٍ حَزِينٍ كَانَ بِالآهَاتِ وَالذِّكْرَى حَرِيا دُونَمَا أَنْ يَنْتَقِي لِلشِّعْرِ خَطًا مَائِلًا أَوْ لَمْ يَكُنْ خَطًا سَوِيا إِنَّ شَرًا بَيْنَ كُلَّ النَّاسِ صَمْتٌ عِنْدَ عَيْبٍ حِينَ يَغْدُو جَوْهَرِيا ثُمَّ يَختم قَصيدته، مُحاولًا مُخاطبة أَهل النَّحو؛ واللُّغَة العَربية الفُصحَى، مُنتخيًا بِهم، لِدَعم لُغَة الضَّاد، قَائلًا: وَنُحَاةُ الضَّادِ قَدْ صَارُوا نُعَاةً فَتَرَاهُمْ حَوْلَ مَأْتَمِهَا بُكِيا جُزَّعًا مِنْ وَأْدِ أُمٍّ فِي حَيَاةٍ مِنْ حَفِيدٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا رَضِيا شَيَّعُوهَا عِنْدَ عِزٍّ فِي شَبَابٍ وَطَوَاهَا عَالَمُ النِّسْيَانِ طَيا لَوْلاَ مَا تَأْوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَدْ حَبَاهَا كُلُّ فَخْرٍ وَمضيا ورِجَالٍ بَيْنَ قَوْمِي لَمْ يَزَالُوا حَافِظِينَ الوُدَّ وَالعَهْدَ الوَفِيّا وَخِتَامًا يَبْلُغُ التِّبْيَانُ حَدًّا إِنَّنِي (أَسْمَعْتُ لَوْ نَادَيْتُ حَيًّا) مِنْ يَرَاعٍ يَعْزِفُ الأَشْعَارَ كلْمى حَبَّرَ الأَنْغَامَ لَحْنًا أَشْعَرِيا حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: الشَّاعِر "محمود الرفاعي" شَاعِرٌ وَاعِدٌ، وأتمنَّى عَليه -فَقط - أن يَتوغّل في قِرَاءة الشّعر؛ إذَا كَان يُريد أنْ يَكون شَاعِرًا؛ يَحمل رَقمًا صَعبًا في مِيزَان الشِّعر، كَمَا أتمنَّى عَليه أنْ يَقرَأ ليَتمكّن مِن الوَزن أكثَر، ويُراعِي التَّراكيب والأسَاليب؛ التي تَتميّز بالبَسَاطَة والعُمق في وَقتٍ وَاحِد، ولَا يَنسى أنْ يُلقي نَظرة عَلى بَعض قَواعد الإملَاء، وخَاصَّة فِيمَا يَخصّ الهَمزات، والأَلِف المَقْصُورة، إنْ لَم تَكن الأخطَاء مَطبعيّة؛ لَا ذَنب لَه فِيها..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :