الإبداع الجلي لـ«يسلم بن علي» | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 3/4/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

قَبل فَتْرَة، وفي برنَامج «يَا هَلا بالعَرفج»، الذي أَحلُّ فِيهِ ضَيفًا مَسَاء كُلّ أربعَاء؛ عَلَى عَدوّي اللَّدود «علي العلياني»، فِي قنَاة روتَانَا خَليجيّة، تَناولتُ في فَقرة أُغنية الأسبُوع أُغنية شَهيرة، أَزعُم أنَّ كَثيرًا مِن النَّاس لَا يَعرف قَائِلها، ولَا المُنَاسبة التي قِيلت فِيها، ولَا يَعنيني هُنَا أَن أُعيد مَا قُلتُه في البرنَامج، فهو مُتَاح عَلى اليُوتيوب، ولَكن مَا يهمّني هو مَا حَصَل بَعد الحَلَقَة..!. إنَّ الأُغنية كَانت «في سلّم الطّايرة»، وهي مِن كَلِمَات الشَّاعر الحَضرمي الكَبير «يسلم بن علي» -رَحمه الله-، وقَد أَرسلها للفنَّان الكَبير «طلال مداح» -رَحمه الله أيضًا- الذي نَشرَها في جريدة البلَاد، ثُمَّ لَحّنها وغَنّاها بصَوتهِ العَذب، لتُصبح أشهَر أُغنية يَتناقلها المُسَافرون..!. بَعد الحَلقَة جَاءني اتّصال دَولي مِن اليَمن فأجبتُ، فإذَا هو «عبدالمنعم»؛ ابن الشَّاعِر «يسلم علي».. بَدَأ المُكَالمة وهو يَسبغ عَليَّ كميّات كَبيرة مِن الشُّكر والتَّقدير، لأنَّني ذَكرتُ قصّة الأُغنية، وأَثنيتُ عَلى شَاعرها، وبَعد أنْ سَكَتَ قُلت لَه: لَا دَاعي للشُّكر، فهَذا وَاجبي، وبَعد المُكَالمة أَرسل لِي هَذه الرِّسَالة التي يَقول فِيها: (تِسلم يَا أُستاذ «أحمد»، ربّنا يحفظك، كَلَامك ومَوضوعاتك كُلَّها مِن ذَهب. تصدِّق يَا أُستَاذ «أحمد» أنَّ وَالدي قَبْل وَفَاته، وهو عَلى سرير المَرَض بَعد أنْ أَصبَح وَحيدًا، ولَم يَقُم أَحَد بالسُّؤال عَنه، ولا بتَقديم أي شَيء لَه مِن أصحَابه؛ ليُعينه في مَرضه، ويُخفِّف مِن مُعَانَاته، نَظَر إليَّ وقَال لِي: اكتُب، فأَخذت الوَرقة والقَلَم لأكتُب هَذه الأبيَات: دَاوِ زَمَانك بالزَّمن واصبر عَلى ظرُوفك سَاير زَمَانك وكُن بالأَمر والطَّاعة وإنْ قُلت لَه يَا زَمن ارْحَم وسَاعِدنِي يرميك في بِير عميا مَا لَها قَاعة مَا حَد تَعذّب في الدُّنيا كَما يَسْلَم يومين يبيع القَلم والثَّالِث السَّاعة هَذا هو «يسلم بن علي»، الذي أفنَى عُمره كُلّه في الفَن والشِّعر، مُنذ أنْ كَان عُمره 12 عَامًا حتَّى مَات؛ لَم يَلقَ أي اهتمَام ولَا رِعَايَة ولَا دَعم مِن أَحَد، وهو عضو في جَمعيّة الثَّقَافة والفنُون السّعوديّة مُنذ عَام ١٩٧٣م، وخَدَم الفَن السّعودي بعدّة أعمَال، عَن طَريق عَدد كَبير مِن الفنَّانين السّعوديين، وفي مُقدّمتهم العملَاقين «طلال مداح ومحمد عبده»، وأيضًا «عبدالله النجار، وعلي الصقير، ومحمد عمر، وهود العيدروس».. وعَدَد كَبير مِن الفنَّانين، وكَتَب قَصَائِد في المُنتخب السّعودي، ويَستحق هَذا الرَّجُل أنْ يُكرّم في المَملكة؛ نَظرًا لِمَا قَدّمه للفَن السّعودي بالذَّات..! أسألكم بالله أنْ تَرفعوا هَذا إلَى مَعالي وَزير الثَّقَافة والإعلَام، فيَكفي أنَّ «يسلم بن علي» ظُلم حيًّا، ولَا أُريده أنْ يُظلم ميّتًا، فكرّموه وأحيوا اسمه بشَيءٍ مِن الذِّكر، فكَثير مِن الشُّعرَاء كُرِّموا؛ وهُم والله لَم يُقدِّموا رُبع مَا قَدّمه «يسلم بن علي»)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنَّني أُوجّه نُسخَة مِن هَذه الرِّسَالة -بَعد اختصَارها- مَع التَّحية إلَى جَمعيّة الثَّقَافة والفنُون، وعَلَى رَأسها الأُستَاذ القَدير الصَّديق «أبوبدر» سُلطَان البَازعي، لَعلّه يَفعل مَا لَم يَستطع الأوَائِل فِعله..!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :