الظل الممدود للعالم مصطفى محمود | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/11/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

الأَديب الطَّبيب والفَيلسوف المُفكِّر، والعَالِم الدَّكتور المِصري «مصطفى محمود».. هَكَذَا يَقولون؛ بأنَّه جَمع كُلَّ هَذه الألقَاب، لذَلك سنُجاري مَن قَال بهَذه الأوصَاف، مِن بَاب أمَانة البَحث العِلْمِي..! كَمَا أنَّ «مصطفى محمود» في طَليعة الأذكيَاء، حَيثُ يُقال إنَّ نِسبة ذَكائه بَلغت 139%، وهو -كَما يَقولون- (يُضاهي نِسبة ذَكاء «آينشتاين وأديسون».. وغَيرهم مِن العُلَمَاء الكِبَار، الذين أضَاءوا الدُّنيا بعِلمهم، واخترَاعَاتهم واكتشَافَاتهم).. هَذه المَقولة حَول نِسبة الذَّكَاء؛ سأَبلعها مِن خِلال دَفعها بكَأسٍ مِن المَاء..! لقَد قِيلَ الكَثير، وكُتب عَن العَالِم «مصطفى محمود» الأكثَر، ولَكن يهمني مَا قَاله هو عَن نَفسه.. إنَّني أُحب مَنهج العِلْم والتَّساؤل الذي امتطَاه هَذا العَالِم، فحِين اتُّهم بالكُفر رَدّ قَائلاً: (لَم يَكن مَا كَتبتُ كُفرًا، بَل تَساؤلَات، وطَريقًا مِن الشَّك المُخلص أفضَى في النِّهَايَة إلَى الإيمَان، بفَضل الله وتَوفيقه، ولَكنّي مَا ألحدْتُ في حيَاتي قَطّ، ولَم أَشُكّ في الله قَط، إنَّها مُجرَّد تَساؤلات وأَجَبْتُ عَنها في كِتَاب: «حوَار مَع صَديقي المُلحد»، وكَذلك أنَا بَريء مِن تُهمة تَأسيس جَمعيّة لعِبَادة الشَّيطَان، وهَذا الكَلام عَارٍ مِن الصِّحَة)..! أكثَر مِن ذَلك، يُعجبني في «مصطفى محمود»، أنَّه يُنسب نَفسه للفَن، وهو العَالِم الذي خَاض في مَسَائِل الدِّين، حَيثُ يَقول في ذَلك: (لَم أَكُن في يَومٍ مِن الأيَّام رَجُل دِين، بَل أنَا فَنّان، دَخَلْتُ إلَى رِحَاب الدِّين مِن بَاب الفَضْل الإلَهي، ومِن بَاب الحُبّ والاقتنَاع، ولَيس مِن بَاب الأزهَر، وكَان حُكمي حُكم الشَّاعِر؛ الذي أَحبَّ الله فكَتَب فِيهِ قَصيدة، وبَنَى لَه بَيتًا، ولَكنَّه ظَل دَائِمًا الفَنَّان، بحُكم الفِطرة والطَّبيعَة.. ذَلك الفَنَّان الذي مَملكته الخيَال والوِجدَان. والفَن كَان دَائِمًا ضَعفي وقوّتي، ومِثل كُلّ فَنَّان كَان للجَمَال عَليَّ مَداخِل، وكُنتُ ابن آدم الخَطّاء، ولهَذا لَم أدّعِ لنَفسي عِصْمَة، ولهَذا مَا رَأيتني نَازعتُ أَحدًا خَطّأني، ولا كَرهتُ أَحدًا صَوّبني.. بَل عَهدتُ نَفسي دَائِمًا أُراجع مَا كَتَبْت، وأُصحّح فِيهِ الطَّبْعَة بَعد الطَّبْعَة، وأَقْبَل بصَدرٍ مَفتوح نَقد الآخرين، فإنْ رَأيتني كَتبتُ صَوابًا فمِن الله، وإنْ كَتبتُ خَطأً؛ فممَّا سَوّلت لِي نَفسي)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نَقول: هَذا مَا قَاله «مصطفى محمود» عَن نَفسه، ولَا يهمني مَا قَال عَنه النَّاس..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :