«السبيليات».. رؤية فلسفية لعلاقة الإنسان بالأرض

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمودرواية «السبيليات» للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، صدرت عام 2015 عن دار نوفا بلس للنشر والتوزيع في الكويت، وهي من الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة «البوكر» العربية هذا العام، وتتناول قصة (الحرب العراقية الإيرانية). نالت الرواية اهتمام القراء في العالم العربي، وفي مواقع «مراجعات الكتب» ونلاحظ ذلك الاندهاش بالرواية والجدل حولها، من حيث قوة السرد وسهولته، والمقدرة على الإدهاش، ودقة التصوير والوصف للمكان، والتفاعل بين الشخصيات. تنفتح الرواية على شخصية امرأة قوية الشكيمة، تصارع من أجل البقاء في منطقة «السبيليات»، ولا ترى حياة خارجه، وتعاني وحدها الظروف العبثية التي جعلت من المنطقة خرابا، فتعمل وسط تلك الوحشة والوحدة على بعث الحياة في المكان، الرواية تدور في عوالم إنسانية تصور الوفاء والانتماء إلى الأرض، وتحمل لمسة فلسفية لمعنى حياة الإنسان في وطنه، فضلاً عن اغترابه خارج المحيط الذي ولد وتربى وعاش فيه.اتفق معظم القراء على أن الرواية جاءت مختلفة في موضوعها، عميقة ومحملة بصور جمالية غاية في الروعة، خاصة في تناول علاقة الإنسان بالمكان، ويقول أحد القراء: «إن الرواية في عبقها مع حب المكان وصعوبة الاجتثاث، وشخصية«أم قاسم»، هي صورة مثالية لمعنى الانتماء والوفاء. رواية تخوض في رؤية عميقة لمعان سامية»، بينما يقول آخر:«رواية عميقة جداً برغم صغر حجمها، ستجعلك تفكر بالمكان الذي تعيش فيه وقيمته وأهمية المحافظة عليه.. أحببت أحلام أم قاسم، والتي دفعتها لكي تكون إيجابية في تغيير الواقع»، فيما تقول قارئة أخرى: «الرواية مغمورة بالسكون، رغم إمعانها في تجسيد التفاصيل واكتمالها بالصور الحركية، إلا أنها ترفد المتلقي بمساحة ساكنة ناعمة، ولا تتضمن أحداثا كثيرة، في بداية القراءة، ظننت أن هيمنة المكان ستطغى على الرواية، والحقيقة أن المكان كان شديد التأثير».فيما ركز بعضهم على تناول الرواية لعلاقة «المرأة» و «الرجل»، «الرجل» الذي فر من القرية، وهو زوج أم قاسم، بينما أصبحت المرأة «أم قاسم» رمزاً للوفاء، وأكد آخرون على أن السرد يدفع القارئ إلى التعاطف مع شخصية «أم قاسم»، التي جسدت صورة الأرض والانتماء، ولا تنفك الرواية من هذا المعنى«الانتماء» وهو التصاق جميل وممتع لقوة السرد وبدائع الصور التي عكستها الرواية.ويرى بعض القراء أن من العيوب الأساسية التي حفلت بها الرواية هي الطريقة النمطية لسرد الأحداث، غير أن آخرين يرون أن طريقة السرد هذه هي النقطة الأقوى في الرواية، حيث إن الكاتب تمتع بقوة الوصف ودقته وإن لجأ في بعض الأحيان إلى التطويل، غير أن ما لا يشعرك بالملل هو أن الكاتب مارس نوعاً من السرد يشعرك بأنه يرسم لوحة تفيض بصورة متعددة للحياة.

مشاركة :