الشارقة: علاء الدين محمودضمن فعاليات المعرض الاستعادي لأعمال الفنان الراحل حسن شريف، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، تواصلت مساء أمس الأول، فعاليات ملتقى « حسن شريف..ملتقى تقاطعات»، بحضور الشيخة نورة المعلا مديرة مراكز الفنون في المؤسسة، وريم شديد نائبة مدير المؤسسة، حيث أقيمت جلسة نقاشية حول دور الفنان الراحل في تقديم الفن الجديد في الإمارات، تحدث فيه كل من الفنانين: مرتضى فالي، ومايا أليسون، وشيخة المزروعي، وأدارها الشيخ سلطان سعود القاسمي مؤسس «بارجيل للفنون».تناول المتحدثون دور شريف في التهيئة لبروز الفن الحديث في الإمارات، عبر تجربته ومسيرة حياته الفنية وإسهامه في استيعاب الاتجاهات والتيارات المعاصرة، معلناً بذلك فتحاً جديداً، وتجاوزاً للإطار الكلاسيكي والتقليدي الذي ظل سائداً لفترة طويلة في المشهد الفني المحلي، ومرسخاً لفهم الأساليب الجديدة عبر رؤى تثقيفية للمتلقي والفنانين، وأجمع المتحدثون على الدور الكبير لشريف في اختراق التقليدي والعادي نحو الفن الجديد، حيث عمل بدأب شديد على إيصال فكرته، وفلسفته الفنية، والتي انعكست على شكل الفرجة والذائقة الفنية، خاصة على مستوى فكرة المساحات العامة والعمل الفني وسط الجمهور في الميادين، وهي من خصائص الفن الحديث الذي اندفع نحوه شريف متجاوزاً الذهنيات والأفكار السائدة حول الفن، مشيرين إلى أن اهتمام إمارة الشارقة بالفنون، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، شكل تمهيداً كبيراً لبروز الرؤى الفكرية التي تستوعب الفن الجديد، والعمل على أن يكون الفن للجميع عبر رؤية تنتصر للجمال، ما مهد لظهور فنانين كبار بقيمة حسن شريف.مرتضى فالي تعمق في مسألة حضور الأعمال الفنية في الساحات العامة، مؤكداً أنها ذات أثر جمالي كبير في حياة الشعوب، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام أكثر بهذه الأعمال، حيث كان شريف مهتماً بتوصيل أعماله إلى الناس عبر عرضها للفرجة وللتثقيف بالفن، وشدد على أن تكون في أماكن عامة تشكل مزاراً للناس والسياح.وبيّن فالي بعضاً من أشكال هذه الفنون مثل النصب والتماثيل، وكذلك فن «الجرافيتي» الذي صار منتشراً في كثير من بلدان العالم والوطن العربي، مشدداً على أن أعمال شريف استهدفت الفرجة من أجل الجميع، ما أسهم في تقبل هذه الأشكال الفنية لدى المجتمع الإماراتي.مايا أليسون تناولت أعمال شريف ورؤيته الفلسفية في طرائق العرض، ودوره الكبير والملموس في النهوض بالفن الحديث في الإمارات، وتحدثت أليسون كذلك عن فلسفة الفن للفرجة ودور الميادين والساحات العامة في التنوير بدور الفن، مشيرة إلى تعدد أنواع الفن للجمهور التي لا تنحصر فقط في النصب والتماثيل، بل تتعداها نحو أشكال حديثة ومختلفة.شيخة المزروعي تحدثت عن تأسيس شريف لتيار فني أسهم في تجديد حركة الفنون ومفاهيمها، وعلاقة كل ذلك بما تشهده الساحة الإماراتية من تطور فني كبير، على صعيد التنوع في الطرح البصري، وروح التجديد والتجريب والابتكار التي بثها فنانون كبار من أمثال حسن شريف.وختم الملتقى أعماله بمحاضرة تحدثت فيها الأكاديمية الفرنسية كاثرين ديفيد، أستاذة اللسانيات وتاريخ الفن في جامعة السوربون واللوفر في باريس، حول تقييم معرض «تجارب وأشياء 1979 2011»، الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في قاعة حي قصر الحصن الثقافي في أبوظبي، وهو المعرض الذي عكس تجارب شريف، سعياً للالتفات نحو الرصيد الإبداعي والفني الكبير الذي قدمه، وارتباطه بثقافة الإمارات وتاريخها الحديث، وتناولت ديفيد تلك التجربة التي عرضت أعمالاً مرتبطة بالمشهد الدولي حينها، حيث كانت الأزمة المالية العالمية، أو ما عرف بأزمة البنوك.وأشارت ديفيد إلى المغزى من تناول أعمال حسن شريف في الوضع الراهن، مشددة على أن الفن لا يتغير عند الفنانين الكبار، ولكن تتغير طريقة رؤيتهم للأشياء، وتلك كانت طريقة شريف من خلال مشروعه الفني، باعتباره صاحب رؤية ومفاهيم خاصة، منوهة بأن المعرض الاستعادي الحالي يعبر عن أعماله وفلسفته الفنية الخاصة، مؤكدة أنها أعمال ذات صلة وثيقة بالتاريخ والتراث والبيئة، كما أنها أعمال تتسم بالتعقيد وتحتاج إلى انتباه ومعرفة فنية عميقة.
مشاركة :