الدوحة - الراية : استنكر فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحصار الجائر الغاشم الذي لم يحدث على مر التاريخ لا في الجاهلية ولا في الإسلام إلا ما كان من حصار قريش لبني عبد المطلب. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس في جامع السيدة عائشة رضي الله عنها: تربطنا بمن يقاطعنا ثوابت إسلامية وقومية وخليجية، فأين شعارهم القومية العربية؟ وأين هتافهم الخليج الواحد؟ وأين القبيلة الواحدة؟ ورأى أن كل ما فعلته قطر أن آوت المظلومين، وهذا من شيم العرب وشهامتهم، ولقد أجاز الإسلام حماية المشركين. وأضاف فضيلته: نستقبل بعد يوم أو يومين عيداً مباركاً، يجب علينا أن نهيئ أنفسنا له من خلال إبداء المحبة والقيام بالواجب تجاه الأقارب والمجتمع، وأن نحرص كل الحرص على صلة الأرحام بكل طريق ممكنة، وبكل وسيلة تقرب المسلم من أخيه المسلم، وبكل سبيل يوقد بيننا مشاعل الود والاحترام. وإننا نتضرع إلى الله تعالى أن لا تدوم هذه القطيعة الشديدة للرحم بين الأُسَر الواحدة، ولا مبرر لها سوى إيحاءات خارجية، ليس لها مبرر لا شرعيا ولا وطنيا ولا قوميا.. إن مما يرتبط بالاستقامة في عالم السياسة هي الاستقامة على احترام الثوابت والمبادئ والدستور الشرعي من قبل الساسة والدولة، أم أن تتحكم الأهواء وتنعدم الثوابت حتى يصل الأمر بالأمة أن يذكرها من لا يدين بالإسلام بحرمة شهر رمضان وقدسيته، فهذا دليل على الانقلاب على الثوابت والمبادئ. حصار غاشم وتساءل: من يحترمنا اليوم؟ ونحن لا نرعى في بعضنا إلّاً ولا ذمة، ومن يحترمنا وقد شاهد العالم كله ما يفعل بعض الدول بشقيقتها قطر؟ وأجاب إن الذي يحدث من حصار جائر غاشم لم يحدث على مر التاريخ لا في الجاهلية ولا في الإسلام إلا ما كان من حصار قريش لبني عبد المطلب في شعب أبي طالب إبَان إعلان النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة.. تربطنا بمن يقاطعنا ثوابت إسلامية وقومية وخليجية، فأين شعارهم القومية العربية؟ وأين هتافهم الخليج الواحد؟ وأين القبيلة الواحدة؟ إن الجانب الاجتماعي في القبيلة من حيث التكاتف والتآلف والتحالف لنصرة المظلوم لرائع وجميل، فأين كل ذلك اليوم؟ حرمة قطع الأرحام وقال فضيلته: إن الله تعالى حرم قطيعة الأرحام، وجعلها من الكبائر التي تسبب العقوبات وتمنع البركات، وجمعها مع الإفساد في الأرض، فقال تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ» ولا يقبل الله تعالى من المتخاصمين أعمالهم حتى يصطلحوا، هذا فيما إذا كان كلهم يدعو إلى الخصام، أما إذا دعا طرف إلى الهجر والقطيعة والطرف الآخر يسعى في السلم ويدعو إليه فإن الله لا يقبل من المخاصم وحده وتحل به العقوبات وحده، دون الطرف الذي يسالم ويرضى بالحوار.. كل ما فعلته قطر أن آوت المظلومين، وهذا من شيم العرب وشهامتهم، ولقد أجاز الإسلام حماية المشركين إذا لجؤوا إلينا وطلبوا ذلك منا، فقال تعالى: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ»، فكيف لا يجوز ذلك في حق المسلمين؟ حتى حركة حماس هي المقاومة المشروعة حسب قانون الأمم المتحدة، وقد يوصف بالإرهاب من يقف معها، فأين الثوابت؟
مشاركة :