موائد إفطار تجمع اليهود والمسلمين في المغرب بقلم: يوسف حمادي

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مؤسسة التراث الثقافي اليهودي- المغربي بالدار البيضاء، كدأبها كل عام، منذ تأسيسها أواخر التسعينات من القرن الماضي، حفل إفطار رمضاني جمع العديد من رجال الدين والسياسة والثقافة والفن والأعمال، يهودا ومسلمين، توحدوا كلهم حول شعار “سلام ومحبة”. وقال سييرج بيرديكو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، والسفير المتجول للعاهل المغربي في العالم في تصريح لـ“العرب”، إن مائدة الإفطار في رمضان مع “إخواننا المسلمين المغاربة كل عام، هي إشارة سلام ومحبة وتعايش عرفناها نحن اليهود وعشناها مع إخواننا المغاربة في بلدنا المغرب الذي ولدنا وكبرنا فيه” مذكرا بما قام به أجداده إلى جانب المغاربة، وتعاونهم وانسجامهم الذي كان دائما يخدم مصالح المملكة المغربية. وأشار إلى أن لقاء الإفطار الرمضاني الذي احتضنه المتحف اليهودي المغربي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، الدار البيضاء، يذكر الجميع بأن الإسلام يؤكد أن الصيام هو ممارسة دينية مشتركة بين كل الديانات السماوية، تلتقي حولها وتتشارك فيها كل الديانات التي تلتقي كلها حول نبع المحبة والإخاء، والسلم والتعايش، وأن كل الرسل والأنبياء خرجوا إلى الناس داعين إلى ذلك، محرمين الظلم والكراهية بين بني البشر. وأضاف أن عبادة الصوم من الممارسات الدينية التي تجمع بين كل الديانات التوحيدية وتُقرب بين اليهودية والإسلام بالصيام، هذا الأخير الذي له فوائد جمة على النفس والجسد، وعلى السلوك والأخلاق، بما فيه من تدريب على التحمل والصبر على كثير من أمور الدنيا بما تشتهيه النفس طيلة نهار الصوم. وخلص بيرديكو إلى التنويه بحرص المسؤولين على المتحف اليهودي في المغرب، منذ تأسيسه سنة 1997، على تنظيم العديد من تظاهرات التعريف بالعبادات التي تقرب بين مختلف الديانات، مضيفا أن المتحف دأب منذ إنشائه وباستمرار، على تنظيم إفطار بمناسبة رمضان الكريم، هذا الشهر المعظم عند “إخواننا المسلمين الذين نلتقي معهم في الكثير من المسائل الدينية المشتركة ومن ضمنها الصوم”. وأعرب عبدالرحيم النوني، شاب مغربي أمازيغي الأصول، حضر لحفل الإفطار بالدار البيضاء لـ“العرب”، عن ارتياحه للتواجد بين أهل الطائفة اليهودية المغربية الذين طالما حدثه جده عن علاقة سكان منطقته تنغير (جنوب المغرب) بهم، حيث كانوا متعايشين مع سكان المنطقة المسلمين، ويمارسون عباداتهم وتجارتهم وحرفهم التقليدية في أمن وسكينة، ودون أدنى خوف.. “لقد كان آباؤنا وأجدادنا المسلمين متعايشين مع اليهود بسلام ودون عنصرية أو كراهية”. وأجمع كل الحاضرين على طاولات إفطار السلام والمحبة، على أن المبادرة، تبرز أهمية التعايش السلمي بين مختلف الديانات الذي تنعم به المملكة المغربية، والذي يعكس العلاقة الإيجابية التي جمعت منذ عصور خلت بين اليهود والمسلمين في المغرب، مؤكدين أن مشاركة المغاربة لليهود المغاربة احتفالاتهم وعاداتهم، سلوك حضاري يسلط الضوء على مدى التعايش السلمي المبني على الأخذ والعطاء والتبادل الثقافي بالمغرب.

مشاركة :