ممر الإسبان شارع للسمر الرمضاني في المغرب بقلم: يوسف حمادي

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سكان مدن شمال المغرب يجتمعون خلال شهر رمضان في شارع الباسيو للقيام بنزهة ليلية أو لهضم طعام الإفطار أو بغية الالتقاء بالأصدقاء واقتناص فرصة مواعدة بين الأحباء.العرب يوسف حمادي [نُشر في 2017/06/09، العدد: 10658، ص(24)]موعد يومي للسمر الرباط - يقصد متساكنو مدن شمال المغرب بعد صلاة التراويح الشارع الرئيسي للمدينة أو ما يعرف بالباسيو، أي الممر باللغة الإسبانية، حيث يغدون ويروحون على طوله، إما بهدف هضم طعام الإفطار استعدادا لوجبتي العشاء والسحور، أو بغية الالتقاء بالأصدقاء. ويقتنص العشاق الفرصة للمواعدة والقيام بنزهة ليلية. أما بعض الكهول فإنهم يجلسون حول موائد المقاهي المسطرة على جنبات الممر، يلعبون البارتشي، وهي لعبة ذات أصول إسبانية، فيما يعمد آخرون للتحديق في المارة علهم يصادفون أحد معارفهم، ليلوكونه بألسنتهم ويخوضون في سيرته، حديثا قد يكون الغالب عليه ادعاء. ويجمع بين كل رواد الباسيو الخوض في أمور الدنيا والدين، “حيث يتسامرون أو يقتلون الوقت” وفق تعبير النادل فراجي الذي يعمل في مقهى البارشي. وقال كارلوس مولا، إسباني مستعرب صاحب تجارة بمدينة العرائش (شمال المغرب)، إن ثقافة الباسيو أصلها إسباني ورثها سكان الشمال المغربي عن الاستعمار الإسباني للمنطقة، حينما كان يخرج رجال المال والأعمال، وكبار المسؤولين ورجال الإدارات المحلية والسلطات الأمنية بالمدينة، كل مساء، وبالأخص مساء السبت، للسير بتؤدة، وسط الشارع الرئيسي للمدينة، أين تصطف المقاهي ومحلات التجارة ودكاكين الحلاقة، وكان المستعمرون الإسبان يجدونها فرصة سانحة كي يتجولوا خلالها وسط المدينة، ليستطلعوا أخبار سكانها، ويستخبروا أحوال بعضهم البعض. وعلق مولا في تصريح لـ”العرب”، إن سكان الشمال المغربي اليوم، بسيرهم في الشارع الرئيسي للمدينة على إثر خروجهم من صلاة التراويح، يحييون عادة إسبانية، غير أن المغاربة يتميزون بطقوس غير طقوس أهل إسبانيا، فطقوسهم مرتبطة بأيام شهر رمضان، أما الإسبانيون فإلى جانب حضورهم إلى الكنيسة، كانت لهم طقوس أخرى مرتبطة بعطلة آخر الأسبوع. وأشار إلى أن المغرب بلد “عظيم تعايشت فيه مجموعة من الإثنيات والديانات والثقافات، ما أضفى عليه طابع التسامح والإنسانية”. ويمكن أن يكون المشي في الباسيو بعد الفراغ من صلاة التراويح فرصة هامة وذات نتائج اجتماعية واقتصادية جيدة، حيث صرح المغربي عبدالسلام الروبيو أنه التقى أم أولاده الأربعة أول مرة في الباسيو، وحكى مبتسما كيف انسل بين الناس ليهمس بإعجابه لفاطمة، وكيف سلمها رقم هاتفه وهو خائف أن يضبطه أخوها.

مشاركة :