دبي، عواصم (وام ووكالات) أكدت الإمارات العربية المتحدة أمس أن قطر تقوم بتنفيذ جدول أعمال يقوض أمن منظومة دول الخليج، ووصفت تسريبها مطالب الدول الأربع (المملكة العربية السعودية والإمارات ومملكة البحرين ومصر) بعد ساعتين من تسلمها بدلاً من مناقشتها بأنه خطوة متهورة تظهر تصرفاً طفولياً ومراهقة سياسية بعدم الجدية، وتقويضاً لجهود الوساطة الكويتية يعيد الأزمة إلى نقطة البداية. وشدد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دبي، على أن الدبلوماسية تمثل أولوية لحل الأزمة، وأن البديل لعدم قبول قطر المطالب ليس التصعيد، ولكن الفراق. وانتقد قرقاش بشدة تسريب قطر وثيقة المطالب للإعلام، قائلاً إنه كان يفترض أن تتم جهود الوساطة بعيداً عن الكاميرات، وهذه ضربة لكل جهود الوسيط، وأضاف «الثقة في قطر منعدمة، بسبب سياساتها في دعم التطرف والإرهاب، وبعد هذا التسريب اهتزت الثقة مرة أخرى، في بحثها الحقيقي عن حلول». وقال رداً على سؤال لـ«وكالة أنباء الإمارات» حول أثر تسريب الجانب القطري للمطالب على جهود حل الأزمة «إن الدبلوماسية هي أولوية لحل الأزمة مع قطر، إلا أن الأمر يتطلب منها (قطر) أن تغير سلوكها واتجاهها القائم على دعم الإرهاب والتطرف». متوجهاً بالشكر والتقدير إلى دولة الكويت الشقيقة على جهود الوساطة التي تقوم بها. وأضاف «إن البديل في حال عدم تعاطي قطر مع المطالب التي قدمها لها الوسيط الكويتي، لن يكون التصعيد، وإنما الفراق». وشدد قرقاش «إننا لا نتحدث عن تغيير النظام في قطر ولكن تغيير السلوك»، وأضاف «إن هناك قواعد عدة، ننطلق منها للتعامل مع الأزمة مع قطر، ومن هذه القواعد الحل الدبلوماسي الذي يتطلب من قطر تغيير نهجها القائم على دعم التطرف والإرهاب». وتابع قائلاً «هناك قاعدة أخرى تتعلق بعدم تحقيق قائمة المطالب، ففي هذه الحالة سيكون الخيار هو الفراق مع قطر». مؤكداً أن خلاف الدول الخليجية ومصر مع قطر ليس مسائل سيادية وإنما يتعلق بدعم الإرهاب. وأضاف «إننا نأمل أن تدرك قطر تبعات سياستها ضد دول الجوار، وأن تسود الحكمة في الدوحة»، مشدداً على أن الثقة الحقيقية لا تكون باستعداء الجيران. وأكد قرقاش أن ما يحدث هو محاولة لوقف قطر عن دعمها للإرهاب والتطرف، لافتاً إلى أنه لا توجد دولة خليجية عملت على تقويض الأمن والاستقرار كما فعلت قطر. وقال «إذا تمكنت الحكمة من الحكومة القطرية واستمعت لصوت العقل وبدأ العمل على تنفيذ اتفاقات بين الجانبين، نرى ضرورة وجود ضمانات ونظام مراقبة لهذه الاتفاقات». وأضاف «لمسنا اهتماماً أوروبياً وأميركياً بهذا الأمر، خاصة أن هذه الدول أيضاً تتأثر بالإرهاب والتطرف وتبعاته». مشيراً إلى أن الأوروبيين لديهم اطلاع على إنفاق قطر الضخم على الجماعات المتطرفة. وقال قرقاش إنه لا نية لدى دول المقاطعة للجوء للتصعيد العسكري، وليس من مصلحة الخليج العربي التصعيد، وأضاف أن القضية ليست قضية نزاع وإنما وقف دعم الإرهاب الذي له عواقب وخيمة على المنطقة، مشدداً في الوقت نفسه على حق دول المقاطعة في حماية أنفسها إذا لم تغير قطر نهجها في دعم الإرهاب. وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي في حالة عجز بسبب خروج قطر عن رسالته الموحدة. مشدداً على أنه يجب ألا تؤذي سياسة قطر المستقلة العمل الجماعي لدول الخليج. وقال «مجلس التعاون في أزمة لأن أحد الأعضاء يريد أن يلعب بقوانينه الخاصة، وأن يسجل أهدافاً في مرمى فريقه». ... المزيد
مشاركة :