لم يكن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت يكشف سراً، كما لا أظنه أراد أن يمسح جوخاً، أو يخيف أحداً، أو يتهرب من المسؤولية حينما قال في المؤتمر الصحفي الأخير: «إن فكرة فتح باب التعاقد مع ستة لاعبين أجانب في الدوري السعودي هي من بنات أفكار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار رؤية 2030». محاولة تلبيس مقولة عزت غير لبوسها الحقيقي، من كونه أراد إرجاع الفضل إلى أهله إلى تفسيرات مضللة لا تعدو أحد أمرين: فإما أنها ضيق قراءة للمشروع، أو تصفية حسابات، والأولى يمكن شرحها والتفصيل فيها، أما الثانية فمن الاستحالة بمكان؛ خصوصاً إن كان منطلقها الحقد، وهو المستشار السيء لأي رؤية. مشكلة البعض في إعلامنا الرياضي، وهي مشكلة أزلية، أنهم لا يرصدون الفعل ولا يتفاعلون معه، وإنما يرصدون ردة الفعل، أكانت سلبية أو إيجابية، فيتعاطون معها على طريقة حشر مع الناس عيد، وذلك إما لضعف في المتابعة، أو لضيق في الأفق؛ تماماً كما حدث في أعقاب تسريب قرار زيادة اللاعبين الأجانب أبو بعد الإعلان الرسمي عنه. فكرة الزيادة أعلن عنها في مؤتمر الرؤية لولي العهد في نهاية أبريل العام الماضي حينما أشار إلى مشكلة تضخم أسعار اللاعبين السعوديين، وقد كتبت عن ذلك في أعقاب المؤتمر مباشرة مقالاً بعنوان «رؤية 2030.. الانقلاب الرياضي» في وقت مرت الرؤية الرياضية على الجميع مرور الكرام؛ وكأن الأمر لا يعنيهم. ببساطة وبعيداً عن أي فذلكة فإن القرار يقول في مضمونه للاعبين السعوديين: كفاية دلع، ومن يرد المبالغ الطائلة، فليثبت وجوده، كمحترف فعلي ونجم حقيقي، وإلا فدونه البحث عن فرصة احترافية محلية أقل أو فليذهب خارج البلاد، ولعلها فرصة مؤاتية ليكون لدينا نماذج ملهمة أمثال المصريين محمد صلاح، ومحمد النني وقبلهم «ميدو» وغيرهم، المحترفين في أهم الأندية الأوربية بعد محطات احترافية متواضعة في البداية، وإلا فليقبل لاعبونا بالأمر الواقع. حتى المنتخب الوطني الأول فلن يتأثر بالقرار كما يصور البعض، فالبناء في القاعدة وليس في قمة الهرم،ثم إن أوسع تشكيلة للمنتخب لن تزيد عن 30 لاعباً بينما سيكون الاختيار من بين 70 لاعباً ويزيدون قليلاً،وهي مساحة كافية؛ إذ يفترض بهم أن يكونوا صفوة الصفوة،وهكذا يكون القرار قد حقق مبتغاه، بدوري قوي فنياً، وجاذب استثمارياً، ومحفز احترافياً.
مشاركة :