مدير سيور المطار - د. فهد الطياش

  • 8/13/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت قبل فترة في هذه الزاوية عن الصورة الذهنية للوطن تبدأ من المطار. وكنت احسن الظن ان موضوع مطاراتنا في الطريق الى الحل. وكنت التمس العذر لمن "يزعل" عند المطالبة بمثل مطارات الجوار. والآن اود ان اعترف ان طموحي وطموح غيري ليس في محله. وانما يجب ان ننطلق من قاعدة "إذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع وهنا احاول ان اطلب المستطاع بتقليص طلب تحسين المطار الى فقط طلب تحسين "سيور" المطار. فهذه السيور فضيحة بكل ما تحمله الكلمة. فكل مسافر مر على سير استقبال الامتعة عاني الامرين و لسنوات طويلة. ولم اشاهد في حياتي في السفر والترحال والتي ازعم انها كثيرة الى حد ما ان شاهدت عاملا يخرج مع الامتعة الا في مطاراتنا. وسير الامتعة هذا لم يصب بمرض نقص المناعة بين يوم و ليلة وإنما نتيجة ممارسة الاهمال على مر العقود. فسير مطار الرياض القديم احسن حالا من مطار الملك خالد والنتيجة اهمال الصيانة. والامر لا يختلف عن مطار الملك عبدالعزيز في جدة. انك لتحزن كثيرا ان تجد هذا الموضوع البسيط لا يثير اهتمام مسؤول، فهو لا ينزل لاستلام عفشه وإنما يصل الى منزله مع السائق. ولكن هذا لا يحمل الصورة السلبية عن البلد وإنما الذي يحملها من يتحمل سوء خدمات مطاراتنا والتي تبدأ من التعامل مع هذه السيور المزعجة. ولم يعد الامر مقتصرا على سير استقبال الامتعة وإنما تطور الامر ووصل المرض الى سير استقبال و تحميل امتعة الركاب ومعه سير تفتيش الحقائب قبل الدخول. واعتقد ان المنظر ليلة العيد و ربما قبلها او بعدها في الصالة الدولية بمطار الملك خالد شاهد على هذه الفوضى التي خرج المواطن قبل الزائر بالانطباع السيئ عن المطار. والسبب تعطل السير والمتسبب لم يلق اللوم بل القى اللوم على الوطن وبات يتحمل تقصير شركات التشغيل. والاسوأ من هذا ان ادارة عموم سيور المطار التي شوهت جزءاً من سمعتنا تديرها بعض العمالة الوافدة و غير الماهرة والتي لا تعني لها السمعة شيئاً وإنما هو وضع يسمح لها بازدهار الفساد والتكسب من شخصياتنا الاتكالية والمغرمة بحب التظاهر. واتمنى ايضا ان لا تكون عمالة تلك الشركات ممن نجح اخيرا في استثمار حملة التصحيح. ولو تتبعنا في جانب آخر بعض قواعد التعامل مع العفش من قبل تلك العمالة لوجدنا ان المتضرر هو الراكب والضحية هو سمعة الوطن. فأتمنى من المسؤول عن تلك المناطق التي تسيء لصورتنا الذهنية ان يجربها بنفسه و لا يستند على تقارير "كله تمام". فالمعروف أن "طباخ السم يذوقه". فما بالك بمن يقدم لنا العسل و لا يذوقه بنفسه. السيور في مطارات العالم تنقلك الى عالم ساحر من باب الطائرة الى صالة استلام الأمتعة و بدأت تتسابق عليها وكالات الاعلان لتسويقها على اشهر المعلنين. ولعل احد البنوك العالمية اختط لنفسه نموذجا في المطارات حيث ينتقل مع المسافر من عند الخروج من الطائرة او العودة اليها في رحلة اعلانية. اذا كانت ادارة سيور المطارات غير قادرة على اصلاحها فلتعهد بها الى شركة راعية تضع لوحاتها الاعلانية في كل مكان و ترحم المسافرين من عناء تلك السيور البالية التي عفى عليه الدهر بصريرها او توقفها المفاجئ و قبل هذا منظرها القميء الذي يعطيك اشارة الى انتهاء عمرها الافتراضي.

مشاركة :