صحافة الاستخبارات - د. فهد الطياش

  • 8/27/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قدمت وكالة الاستخبارات الاميركية (السي آي آيه) نموذجاً للتعامل مع المجتمع الطلابي الاميركي بالوصول الى الخريجين و استقطاب المميزين منهم. فخلال اكثر من ثلاثة عقود وهي تسجل الحضور الواضح في يوم المهنة خاصة لدى الجامعات المرموقة. فكان موضوع التنافس بين الطلاب يأتي من الزاوية الوطنية للانخراط في السلك الاستخباري المتعدد التخصصات العلمية. ولكن هذا الاسبوع كان لهم حضور مختلف في مدينة انا هايم بجنوب ولاية كاليفورنيا حيث يقام المؤتمر المشترك بين ثلاث جمعيات علمية ومهنية في المجال الاعلامي. ويأتي المؤتمر السنوي الخاص بالتميز في مجال الصحافة هذا العام بشكل مختلف لتركيزه على التميز في الميدان الرقمي. وتشارك فيه جمعية الصحفيين المحترفين وجمعية الاخبار التليفزيونية و الاذاعية الرقمية و كذلك جمعية الاعلاميين اللاتينيين.و هو تجمع لفروع تلك الجمعيات حسب التقسيم الجغرافي للولايات المتحدة. ويشارك فيه اكثر من 1400 صحفي محترف وعدد كبير من الطلاب والطالبات بالإضافة لأكثر من خمسين عارضا للجديد في مجال التقنية خاصة تقنيات جمع وبث الاخبار. ومن ضمن هذا الكم الكبير من العارضين تبرز وكالة الاستخبارات الاميركية كمؤسسة جاذبة لتوظيف المتميزين من الصحفيين الشباب. والحجة التي تطرحها الوكالة هذا العام لاستقطاب الصحفيين في انها تبحث عن من يملك الحس الصحفي. وتعريفها لهذا الحس النقدي التحليلي الذي يمكنه من تقييم الاجابات عن تلك الاسئلة وبالتالي يستطيع كتابة تقرير احترافي يتم فيه ربط الحقائق مع الاسباب المطروحة ضمن الاجابات في تقرير متوازن ومكتمل الاركان.و بالتالي حضرت الوكالة الى هذا المؤتمر للبحث عمن يستطيع القيام بهذه المهمة. ومن خلال المشاركة في البرامج المختلفة للمؤتمر تستطيع تلمس تلك العناصر الشابة التي تستطيع القيام بتلك المهمة عبر تتبع مشاركة الشباب المتقدمين لشغل الوظائف المتاحة. ويعتبر هذا الحضور للوكالة جزءا من حضور تغيير الصورة الذهنية السرية وبناء صورة ذهنية جديدة علنية للمؤسسات الامنية. بل وكانت سباقة الى وضع موقع اليكتروني يضم الكثير من المعلومات الدولية المتاحة للصحفيين، ويستطيع المتابع تلمس دخول المعلومات الاستخبارية المتاحة في هذا الموقع في ثنايا التقارير الصحفية العالمية ومنها العربية. وقد تبنت بعض الوكالات الاستخبارية هذا النهج الاميركي ومنها الاستخبارات السعودية والاردنية وغيرهما من الوكالات حيث وضعت لها موقعا اليكترونيا مماثلا. واصبحت تضيف له الكثير من المواضيع الامنية وخاصة المعلومات عن المطلوبين امنيا لتمكين الصحفيين والمواطنين الرجوع له للتعرف على القضايا المتورط فيها تلك العناصر المطلوبة امنيا. الذي يهمني هنا هو ادراك تلك المؤسسات الامنية للحس الصحفي الذي اتمنى ان تهتم به الكثير من المؤسسات لان تطوير الحس الصحفي لدى العاملين في المجال الاعلامي المؤسسي يمكّن تلك المؤسسات من الكشف عن المشكلات التي تواجهها والعمل على اصلاحها قبل ان تصبح مشكلاتها قضايا اعلامية وبالتالي تتهم المؤسسات الاعلامية بالتحامل ضدها. فالمؤسسة الاعلامية تعمل كعين للمواطن المستهلك للمنتج الاعلامي والمستهدف اصلا بالخدمة الاعلامية. والمؤسسات الاعلامية مؤسسات تقتات على مشاكل المؤسسات الخدمية المختلفة وفق قاعدة"مصائب قوم عند قوم فوائد". وهو نفس النموذج الذي اوجد خدمات مثل الحانوتي الذي يقتات على مصيبة الموت عند الغير. الحس الصحفي المميز اصبح مطلبا ملحا للتطوير بالتعاون بين المؤسسات الاعلامية المهنية والاكاديمية وردم تلك الهوة المؤسسية بينهما. وهذا ما تسعى له بعض الجامعات السعودية وهيئة الصحفيين وهيئة الاذاعة والتليفزيون لخلق جيل مميز من الصحفيين السعوديين. وخلال الاسابيع المقبلة سيعقد قسم الاعلام بجامعة الملك سعود بعض ورش العمل مع المؤسسات الاعلامية لفتح مجال التدريب الممنهج معها وخاصة بعد اعتماد التفرغ التام للتدريب وفق نهج برامج الامتياز في المجال العلمي التطبيقي والطبي..

مشاركة :