أورهان باموق يحذر الأتراك من أردوغان بقلم: حسونة المصباحي

  • 7/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب التركي يرى باموق أن اليمين الرجعي المتطرف يساند بقوة سياسة أردوغان الذي استغل ضعف القوى اليسارية ليربط علاقات وثيقة مع الطبقات الفقيرة.العرب حسونة المصباحي [نُشر في 2017/07/01، العدد: 10678، ص(17)]أورهان باموق: قد يؤدي هذا الوضع إلى انفجار كبير مؤخرا قرأت “إشفيت وأبناؤه”، وهي الرواية الأولى لأورهان باموق. وقد كتبها بنَفَس واقعي على طريقة بالزاك، وستاندال، ونجيب محفوظ في ثلاثيّته، وفيها يصوّر مصير عائلة بورجوازية من إسطمبول على مدى ثلاثة أجيال. تبدأ أحداث هذه الرواية عام 1905 أي عندما تمرّدت النخب التركيّة المستنيرة على السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وتنتهي عام 1970، أي عندما يقوم الجيش بانقلاب عسكري للسيطرة على السلطة. ويقول أورهان باموق إن هدفه من روايته المذكورة هو رسم خصائص البورجوازية التركية التي كانت حليفة لمصطفى كمال أتاتورك، والتي كانت مثله لائكيّة، ومعجبة بالثقافة الغربية. لذلك كانت تساند كلّ الإجراءات الحداثية والإصلاحية في أول جمهورية تركية. رغم القوّة والصلابة اللتين أظهرتهما الطبقة البورجوازية التركية في تلك الفترة والدور الإيجابي الذي لعبته، فقد كانت لها جوانب ضعف وسمات سلبية برزت بالخصوص في تعاملها مع الطبقات الفقيرة والمهمشة. من ذلك مثلا أنها كانت تتصرف بصلافة مع هذه الطبقات، مظهرة لها الاحتقار تماما مثلما كانت تفعل الطبقة الأرستقراطية في العهد العثماني. كما أنها كانت تفضّل الاعتماد على الجيش، منتقدة الشعب بسبب تردّده في تقبل الإصلاحات الحداثية. ويشير أورهان باموق إلى أنه تربى في هذا الوسط البورجوازي. لذا تمكن من أن يسبر أغواره وخفاياه في روايته المذكورة. ويتحدث باموق عن الصراع بين الثقافة الشرقية والثقافة الغربيّة في تركيا قائلا إن تاريخ تركيا المعاصر يستند إلى رغبة قويّة في الحداثة، وفي فصل الدين عن الدولة، وفي الاقتراب من أوروبا ومن ثقافتها. إلاّ أن هذه الرغبة غالبا ما تكون مرفوقة بشعور بالعجز عن بلوغها وتحقيقها. لذلك ظلت الهوة العميقة قائمة بين الأغنياء والفقراء.أورهان باموق يعتقد أن أردوغان يكنّ حقدا كبيرا للنخب الحداثية، ويرفض رفضا قاطعا التحالف معها. أما نجاح حزبه في البقاء في السلطة، فيعود بحسب رأيه إلى الطفرة الاقتصادية التي عرفتها بلاده في السنوات الأخيرة ويرى باموق أن القوى المحافظة المشدودة إلى الماضي، والتي يمثلها أردوغان راهنا، قد تكون استغلت ضعف البورجوازية التركية وترددها وعجزها عن ردم الهوة بين سكان المدن وسكان الأرياف. وفي الكثير من تصريحاته، انتقد باموق سياسة أردوغان قائلا إن عددا من الأحداث التي عاشتها تركيا مؤخرا دلّت بما لا يدعو للشك أنه عاجز عن إدارة شؤون البلاد، وأنه يلجأ إلى العنف والصلابة كلّما وجد نفسه وحكومته أمام مأزق صعب. كما أنه -أي أردوغان- يسعى دائما إلى إحداث الانقسامات بين الأتراك، لكي يتمكن من فرض سلطته، ومواجهة خصومه السياسيين. وناعتا إيّاه بـ”الشعبوي”، يعتقد أورهان باموق أن أردوغان يكنّ حقدا كبيرا للنخب الحداثية، ويرفض رفضا قاطعا التحالف معها. أما نجاح حزبه في البقاء في السلطة، فيعود بحسب رأيه إلى الطفرة الاقتصادية التي عرفتها بلاده في السنوات الأخيرة. ويرى باموق أن اليمين الرجعي المتطرف يساند بقوة سياسة أردوغان الذي استغل ضعف القوى اليسارية ليربط علاقات وثيقة مع الطبقات الفقيرة المتعلقة بالدين وبالتقاليد القديمة. ويعتقد الكاتب أن بلاده تعيش راهنا توتّرات ونزاعات قصوى. وثمة غضب خفيّ وانقسامات داخليّة. وقد يؤدي كل هذا إلى انفجار يعصف بأحلام أردوغان، ويضع حدا لسياسته التسلطيّة و”الشعبوية”.

مشاركة :