شيماء المرزوقي في أحيانٍ كثيرة تذهلنا الكشوف العلمية التي تمكن بعض العلماء من وضع اليد حولها واكتشافها، وقدموا عبرها خدمة جليلة وعظيمة للبشرية بأسرها، ويتملكنا الذهول عندما نعود للوراء ولأزمان ماضية، ونعرف أن تلك الحقب الزمنية كانت التقنيات فيها معدومة، وجميع الجهود والبحوث العلمية تتم وفق طرق بدائية وغير دقيقة، ورغم هذا تمكنت نخبة وصفوة من هؤلاء العلماء من النجاح.أبوبكر الرازي واحد من أهم علماء الطب والكيمياء الذي احتل مكانة مرموقة في ذاكرة الشعوب والأمم على مختلف لغاتها، فهو العالم الأول في التاريخ، الذي مزج وجمع لأول مرة بين علم الكيمياء والطب، ووظف طرق الكيمياء في صنع الأدوية لعلاج مرضاه.. لكن قد يدهشكم أن العالم أبوبكر الرازي، بدأ حياته دارساً في مجال الكيمياء، وهذا العلم في تلك الحقبة، يعتبر علماً للثراء السريع، لأن الحاجة له ماسة، ولكنه في اللحظة نفسها علم صعب، ولا يمكن لكل دارس التوجه نحوه، أبوبكر الرازي، درس الكيمياء وأمضى في أروقتها جل عمره، حتى بات أحد رموزها، ولكن كل هذا التميز والتقدم، لم يشفع له بأن يبقى ويواصل مسيرته، وقام وهو في الأربعين من عمره بتغيير تخصصه العلمي والتوجه نحو الطب، وقد يذهلكم معرفة السبب.. كان أبوبكر الرازي، ذا قلب عطوف، ومحملاً بالشفقة والرفق بالناس، وعُرفت عنه محبته لمساعدة الضعفاء والفقراء.وتقول كتب تناولت حياته ومناقبه، إنه في أحد الأيام شاهد شاباً يبكي بحرقة، فتوجه نحوه وسأله عن سبب كل هذا البكاء، فقال الشاب إن أباه مريض ورفض الأطباء علاجه، لأنه لا يملك المال لدفعه لهم، أخذ الرازي الشاب وأباه، وتوجه بهما نحو أحد الأطباء، ودفع تكاليف علاجه، لم يتوقف عند هذا الموقف، بل ظل مشغول التفكير؛ كيف هي الطريقة لمساعدة الفقراء، الذين يحتاجون للعلاج. هذا هو أبوبكر الرازي العالم المشغول بالآخرين ومساعدتهم، فخلد اسمه في ذاكرة الشعوب والأمم.Shaima.author@hotmail.comWww.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :