زحمة المنافسة تظلم مسلسلات لبنانية لصالح أخرى بقلم: ناهد خزام

  • 7/6/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

زحمة المنافسة تظلم مسلسلات لبنانية لصالح أخرىالمتابع للدراما اللبنانية خلال شهر رمضان المنقضي يدرك أنها تسير بخطى حثيثة نحو التطور وتكتسب بالفعل أرضا جديدة من عام لآخر على مستوى المنافسة المحلية والعربية، فقليل من الاهتمام بالتفاصيل والحبكة الدرامية وكذلك البحث عن مسارات مختلفة للنصوص هي أمور بمقدورها أن تغير من المعادلة الدرامية العربية وتعطي للدراما اللبنانية دفعة كبيرة للأمام.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/07/06، العدد: 10683، ص(16)]الهيبة هي هيبة السلاح والنفوذ شهد الموسم الدرامي الرمضاني اللبناني المنقضي مجموعة متنوعة من الأعمال الدرامية متفاوتة المستوى، وحظي بعض هذه الأعمال باهتمام كبير من قبل الجمهور، بينما خيب البعض الآخر تطلعاته وبدا هشا ورتيبا في أحداثه، وهو أمر وارد في خضم الزخم الإنتاجي خلال الموسم الرمضاني. وبين هذه الأعمال المميزة يأتي مسلسل “وين كنتي” للمخرج سمير حبشي، إذ لم يفقد المسلسل بريقه الذي ظهر عليه في الجزء الأول، وحملت النسخة الثانية منه المزيد من الإثارة والتشويق، كما خلا من الإطالة والرتابة التي تهيمن على العديد من الأعمال الدرامية اللبنانية، وتقلصت إلى حد كبير نسبة الأخطاء الإخراجية المعهودة، وتميز فيه أداء كل من ريتا حايك وكارلوس عازار ونيقولا دانيال. أما مسلسل “الهيبة” للمخرج سامر برقاوي، والذي شارك فيه فنانون من لبنان وسوريا، فقد استطاع الحفاظ على مكانته التي احتلها منذ الأيام الأولى لعرضه، وربما يكمن السر هنا في تلك الأجواء المثيرة التي ميزت أحداثه، وقدرة المخرج على الحفاظ على وتيرة التصاعد والمفاجأة، هذا رغم الانتقادات التي وجهت إليه، كعدم إتقان بعض أبطاله للهجة اللبنانية البقاعية. ويشارك في المسلسل كل من نادين نسيب وتيم حسن ومنى واصف وأويس مخللاتي، ويدور حول صراع النفوذ على تجارة السلاح والتهريب، وتجري أحداثه في مناطق الحدود بين سوريا ولبنان.ظافر العابدين وماغي بوغصن استطاعا لفت انتباه الجمهور في مسلسل "كاراميل" أما مسلسل “ورد جوري” فمع تتابع الأحداث وتصاعدها تشابكت الكثير من العلاقات بين أبطاله، كما اتسعت مساحة بعض الأدوار، كدور “برهوم” الذي يؤديه الفنان والكاتب جابرييل يمين وهو صاحب الأداء المميز عن جدارة بين أدوار المسلسل. وبين الأعمال التي استحوذت أيضا على اهتمام الجمهور يأتي مسلسل “كاراميل”، وهو من إخراج إيلي حبيب وبطولة كل من ظافر العابدين وماغي بوغصن وكارمن لبس وبيار داغر. ويقدم المسلسل دراما اجتماعية في قالب فكاهي ساخر، ورغم خفته البادية إلاّ أنه استطاع أن يلفت إليه الأنظار بأداء ماغي بوغصن وظافر العابدين، بالإضافة إلى قصته المشوقة التي تستطيع فيها بطلة العمل مايا (ماغي بوغصن) التعرف على أفكار الناس بعد تناولها نوعا معينا من حبات الكاراميل. وبين الأعمال اللافتة أيضا خلال الموسم المنقضي يأتي مسلسل “لآخر نفس” الذي عرض على شاشة “إم تي في اللبنانية”، وهو من إخراج أسد فولادكار وتدور أحداثه حول صحافية متزوجة تقع في غرام رئيس التحرير المتزوج بدوره من إحدى الصحافيات العاملات في نفس الجريدة. والعمل من بطولة كارين رزق وبديع أبوشقرا ورندة كعدي وريتا عاد وكارمن بصيبص. ويتعرض المسلسل إلى العديد من القضايا الشائكة إلى جانب خطه الدرامي الرئيسي، كالصحافة الورقية والفروق العمرية بين الأزواج، والحمل خارج مؤسسة الزواج. وعلى مستوى الأعمال ذات الصبغة التاريخية قدمت شاشة “إم تي في” خلال رمضان المنقضي العمل التاريخي الذي طال انتظاره “أدهم بك”، والمسلسل من إخراج زهير قنوع وتأليف طارق سويد، ويقوم فيه بدور البطولة كل من يوسف الخال وكريستين وفيفيان أنطونيوس ويوسف حداد. يذكر أن قصة العمل مقتبسة من رواية “دعاء الكروان” للأديب المصري طه حسين، وتدور أحداث المسلسل في فترة الانتداب الفرنسي في قالب تاريخي سياسي مليء بالصراعات. ويعيد هذا العمل الفنان يوسف الخال إلى الدراما اللبنانية بعد غياب ونجاحات كبيرة في الدراما العربية، والتي كان آخرها مشاركته في المسلسل الأردني “سمرقند”، وكذلك المسلسل السوري “خاتون”، ولكن ما يعيب المسلسل حالة الرتابة التي تسيطر على أحداثه على نحو كان مخيبا لتوقعات الكثيرين، كما أن محورية الدور الذي يؤديه يوسف الخال بدت طاغية على الأدوار الأخرى، والتي ظهرت غير فاعلة أو هامشية في سياق الأحداث."بلاد العز" يعد واحدا من الأعمال التاريخية المميزة التي لم تأخذ حقها في زحمة العروض الدرامية في رمضان المنقضي وحول نفس الحقبة التاريخية يدور كذلك مسلسل “بلاد العز” الذي عرض على شاشة “تلفزيون النهار” وهو من إخراج عاطف كيوان، والمسلسل من بطولة كل من سامي أبوحمدان وسعيد سرحان وبيار داغر وأحمد الزين وسمير شمص وآن ماري سلامة وختم اللحام، ومن سوريا يشارك كل من راندا الحلبي ووليد سعد. ويتطرق المسلسل إلى أعمال المقاومة في منطقة البقاع اللبناني إبان الانتداب الفرنسي، والتي ساهمت في استقلال لبنان في ما بعد. وهو من نوعية الأعمال ذات الكلفة العالية، ورغم تفاوت أداء المشاركين فيه إلاّ أن المحصلة النهائية تصب في صالح العمل ككل، كما يعد “بلاد العز″ واحدا من الأعمال التاريخية المميزة التي لم تأخذ حقها خلال الموسم الرمضاني في زحمة العروض الدرامية. أما المفاجأة التي لم يتوقعها المشاهد اللبناني في الموسم المنقضي، فتمثلت في مسلسل “أول نظرة” الذي عرض حصريا على “تلفزيون الجديد”، حيث فوجئ المتابعون للمسلسل بتوقف عرضه بعد الحلقات الثلاث الأولى واستبداله بمسلسل آخر وهو “حكم الهوى”. ويأتي سحب المسلسل من العرض على الرغم من المؤشرات الأولية الجيدة وحصوله على نسب مشاهدة لا بأس بها خلال حلقاته التي تم عرضها، أما أسباب هذا الانسحاب فقد بررته الشركة المنتجة بالمشكلات التي تتعرض لها قناة “الجديد” معتبرة أن توقف المسلسل جاء بالاتفاق مع القناة التي تعرضت للحجب قبل أشهر في المناطق الجنوبية اللبنانية لأسباب سياسية ما أثر على نسبة مشاهدة القناة.

مشاركة :