مستشار أمير قطر السابق: مشكلة قطر الحقيقية توهمها بأنها تتعرض لاعتداء على سيادتها بقلم: أحمد جمال

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مستشار أمير قطر السابق: مشكلة قطر الحقيقية توهمها بأنها تتعرض لاعتداء على سيادتهاعبدالمنعم سعيد رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة ليس فقط خبيرا في قضايا الشرق الأوسط، وإنما شغل أيضا منصب مستشار أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي تميم بن حمد، وبالتالي فإن درايته وخبراته المتراكمة عن هذه الدولة تجعله قادرا على توقع ما سوف تسفر عنه الأزمة القطرية العربية المشتعلة في الوقت الراهن. العرب أحمد جمال [نُشر في 2017/07/07، العدد: 10684، ص(12)]بوابة العزلة أكد عبدالمنعم سعيد مستشار أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد آل ثان لـ“العرب” أنه لم يعد بإمكان النظام القطري مناورة مصر والسعودية والإمارات والبحرين أكثر من ذلك بعدما أخذت الأزمة بُعدا جديدا، على خلفية رفض النظام القطري الاستجابة للشروط الـ13، ومثّل دخول رؤساء أجهزة المخابرات بالدول المقاطعة على خط الأزمة واجتماعهم بالقاهرة للمرة الأولى أخيرا، ضربة قاسمة تمهد لفضح ألاعيب قطر “أمنيّا واستخباراتيا” بالأدلة والبراهين في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وزعزعة الاستقرار في الخليج ومصر. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الأزمة انتهت بكشف قطر عن وجهها الحقيقي بعدما فضحت نفسها بنفسها، من خلال الاستعانة بإيران لتكون ظهيرا لها في الدفاع عنها ضد ما تزعم أنه حصار عربي ضدها، بالرغم من أن جزءا من الحرب في اليمن كان يستهدف منع التمدد الإيراني في الخليج وتهديد أمنه، وكانت قطر واحدة من الدول الشريكة في هذه الحرب. وأوضح رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة في حواره مع “العرب”، أن الدول الأربع أصبحت تنظر إلى قطر حاليّا، ليس فقط بنظرة الممول والداعم للإرهاب والتطرف بل تعتبرها “خائنة” للعروبة، إذ كيف تكون شريكة في الحرب اليمنية ثم يتضح في ما بعد أنها عملت على مد الحوثيين بكل المعلومات التي تساعدهم على التمدد في اليمن بدعم إيراني، وشدد على أن تلك “الخيانة” سوف يمتد أثرها طويلا حتى وإن هدأت الأزمة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن على المتابعين للأزمة هو: وماذا يمكن أن تفعل الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) للرد على المراوغات القطرية؟ ويقول سعيد إنه بعد تعنت الدوحة في الاستجابة لمطالب الدول الأربع، ومحاولة الاستقواء بتركيا وإيران بشكل علني ودون خجل، فإن الدول الأربع سوف تلجأ إلى سياسة حرق جميع أوراق النظام القطري من خلال حرب أعصاب تهدف إلى زيادة إرباك مواقفه، سواء كان ذلك بعقوبات جديدة تقضي على ما تبقى لقطر أو بالتسويق الدوليّ وكشف علاقاتها الوثيقة بالإرهاب والتطرف في الكثير من الدول، ما يزيد من الضغوط ويُضيّق عليها الخناق بشكل غير مسبوق.عبدالمنعم سعيد: الموقف القطري يهدف إلى جر الدول الأربع إلى مناقشات بعيدة عن القضية وأكد سعيد أنه سيتم كشف الحساب الطويل الخاص بدعم قطر تنظيم الإخوان، وإصدار كتاب أبيض يتضمن بالأدلة والوثائق كيف موّلت واحتضنت الجماعات الإرهابية والمتطرفة على أراضيها، وداخل دول بعينها، وكشف ألاعيب السفارات والهيئات الدبلوماسية القطرية والدور الخفي الذي تلعبه في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، بحيث تكون هذه الخطوة موجهة بالأساس إلى الغرب لإقناعه بعدم صحة التوجهات القطرية. ويعتبر سعيد الذي عمل من قبل في قطر أن مشكلة قطر الحقيقية هي “الوهم”، فهي توهم نفسها بالانتصار في المعركة بتمسكها بنفس سياساتها القديمة ورفض شروط إعادة العلاقات، رغم أن خسارتها لا تقدر بثمن، وتحاول أيضا تصوير الأزمة على أن الدول الأربع تسعى إلى انتزاع مكتسبات اقتصادية منها، والمساس بسيادتها، وهذه ألاعيب تحاول من خلالها كسب التعاطف الدولي. وأوضح أن مواقف الدول الأربع لا ترتبط فقط بتغيير مواقف الدوحة السياسية، بقدر ارتباطها بجس نبض القوى الإقليمية التي تقف خلفها وعلى رأسها تركيا وإيران، لا سيما وأن المطالب العربية الـ13 لم تتضمن أيّ إجراءات تتعلق بأخذ قطعة من أرضها مثلا أو بتغيير نظام الحكم فيها أو حتى التلويح بالتدخل العسكري، وبالتالي فإن تحركات تلك البلدان كانت كاشفة لحجم التعاون العربي. تحالف جديد ومفيد لفت سعيد الذي عمل مديرا لمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية إلى أن تكوين التحالف العربي من الدول الأربع يمثل أول “عملية توازن” جديد في المنطقة، ومتوقع أن تنضم إليه الأردن، وسوف يكون له دور كبير في إنهاء الأزمات ووضع النقاط على الحروف وإنهاء ملفات كثيرة لها علاقة بالعراق وسوريا ولبنان، وإمكانية مداواة جروح الشرق الأوسط، وهذا التحالف قادر بقوة على ذلك. وقال “هذا ما لا تريده قطر لأنه ضد سياستها الرامية إلى المزيد من التخريب، لذلك فهي تراوغ دبلوماسيا وإعلاميا من خلال محاولاتها غض البصر عن موقفها الحالي المتأزم، وتحاول الإيحاء بأن النظام القطري خرج من الأزمة مرفوع الرأس، وهو ما يُظهر الجانب النفسي الذي تقاتل الدوحة من أجل توصيله لشعبها ومؤيديها”. الموقف القطري برمته برأي سعيد يهدف إلى جر الدول الأربع إلى مناقشات جانبية بعيدة عن القضية الأساسية، بعد أن تبنت قطر خطابا يتحدث عن تعريف الإرهاب ويدافع عن دعم جماعة الإخوان، وهو ما تتعامل معه دول المقاطعة باتخاذها مواقف موحدة ومتوافقة دون تقديم أي تنازلات خلال الأيام الماضية. ويضاف إلى ذلك أن الدوحة خططت لاستثمار نفوذها المالي في محاولة لإثناء بعض الدول الكبرى عن دعم موقف الدول الأربع، حتى لو كان ذلك على سبيل الرشوة المقننة، لكنها فشلت. وقدم سعيد مثالا لذلك يتمثل في أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما ضغط على قطر حتى تستجيب للمطالب سارعت الدوحة إلى طلب شراء طائرات أميركية بقيمة 12 مليار دولار كنوع من الرشوة للولايات المتحدة، فوافقت واشنطن على الصفقة، ومع ذلك استمرت الإدارة الأميركية في الضغط على قطر، وهذه صفعة جديدة للدوحة. وكانت قطر تأمل من هذه الخطوة وغيرها أن تشكك في عدم وجود دعم دولي لمطالب الدول الأربع، بينما الحقيقة هي أن هناك توافقا “عربيا- غربيا” على إنهاء الأزمة الحالية دون أن تتفاقم، على أن يتضمن ذلك استجابة لعدم معاداة جيرانها العرب، وغلق قناة الجزيرة، والتخلي عن حركة حماس وجماعة الإخوان.الموقف القطري برمته برأي سعيد يهدف إلى جر الدول الأربع إلى مناقشات جانبية بعيدة عن القضية الأساسية، بعد أن تبنت قطر خطابا يتحدث عن تعريف الإرهاب ويدافع عن دعم جماعة الإخوان لا وقت للتراجع لا يتوقع المفكر السياسي المصري أن تتراجع الدول الأربع عن أيّ من العقوبات المفروضة على قطر، وسوف تستمر إلى أطول فترة ممكنة، لأن مصر والسعودية والإمارات والبحرين وصلت إلى نوع من الارتياح في التعامل بينها دون أن تكون هناك دولة بعينها تلعب على حبال سياسية متعددة. وتوقع سعيد أن ترضخ قطر للمطالب العربية قبيل انعقاد القمة الخليجية المقبلة والمقرر لها في ديسمبر المقبل، على أن يكون ذلك بصيغة لا تضرها في شيء، مثل تخليها عن الإخوان وتوقفها عن حملاتها الدعائية المناوئة للبلدان العربية. وأرجع أسباب اضطراب الخطاب الأميركي وعدم ثباته وتلكؤه في تصعيد لهجته ضد قطر، إلى وجود “توافقات مصالح” مشتركة بين واشنطن والدوحة، لا سيما في المجال الاستخباراتي، خاصة وأن قطر كانت وسيطا في عمليات الاختطاف التي كانت تقوم بها عناصر التنظيمات الإرهابية بحق عناصر أميركية أو تابعة لها. وذهب سعيد إلى أن الدول الأربع لا تعوّل على الولايات المتحدة كثيرا في الضغط على النظام القطري، لأنها (أي هذه الدول) تؤمن بمدى قدرتها هي نفسها على أن تجبر الدوحة على التراجع عن سياستها، بعيدا عن الحل العسكري لأنه غير مطروح، ولأنها غير مستعدة لتحمل عواقب مهاجمة قطر، كما أن الهدف الأساسي من المقاطعة لا يتضمن إلحاق الأذى بها، وإنما يستهدف بالأساس تغيير سياساتها وهو ما يجعل التحركات الإيرانية والتركية لحماية قطر هي والعدم سواء.

مشاركة :