بعد أسابيع أو أشهر على إجراء جراحة مرتبطة بسرطان الثدي، تتورّم الذراع وتسبب الألم وتعوق الحركات. فيما يلي نصائح الخبراء لتجنب هذا النوع من المضاعفات. ترتبط متلازمة الوذمة اللمفية باضطراب الدورة الدموية وتراكم السائل اللمفاوي في الذراع نتيجة للتشريح الإبطي، أي حين يستخرج الجراح العقد اللمفاوية المشبوهة من تحت الإبط لتحليلها. كلما ارتفع عدد العقد الشائبة، تزداد نسبة الخطر لكن لا يكون المرض حتمياً. تتعدد العوامل التي يجب أن يأخذها الطبيب بالاعتبار، أبرزها العلاج بالأشعة بعد الجراحة والوزن الزائد. بعد الجراحة مباشرةً يجب أن تقوم المرأة بعد الجراحة بحركات صغيرة. يمنعها الخوف من الألم من تحريك ذراعها غالباً مع أن تحريك الذراعين معاً أمر ضروري لتجنب الوذمة اللمفية. في اليوم الذي يلي الجراحة، يقترح المعالِج بالحركة تمارين صغيرة يجب تطبيقها مرتين أو ثلاث مرات يومياً، على مرّ ثلاثة أسابيع، لتجديد الدورة الدموية في الذراع وتحريك اليد والمرفق والكتف وأخيراً الذراع كلها. خلال ثلاثة أسابيع، يقيّم الجراح القدرة على تحريك الذراع ويحدّد مدى حاجة المرأة إلى إعادة التأهيل لدى معالج بالحركة، ويمكن أن يتراوح عدد الجلسات اللازمة بين عشر وعشرين جلسة. يقترح الجراح أيضاً تمارين لتحريك الذراع كلها والكتف، ومنع تراكم السائل اللمفاوي. جدّدي حركتك في أسرع وقت استئناف أي نشاط جسدي فور انتهاء العلاجات، بحسب مستوى التعب، أمر أساسي لتجديد الحركة وتجنب الوزن الزائد أو التحكم به. تقضي أفضل خطوة باختيار نشاط ملائم ومدروس. يمكنك التحدث إلى الطبيب العام أو اختصاصي الأورام أو المعالِج بالحركة لمعرفة النشاطات التي تناسبك (تمارين تقوية القلب، تمارين بدنية سلسة، تمارين مائية...) وتحديد إيقاعها. يتعلق الهدف الأساسي بالتحرك لثلاث ساعات على الأقل في الأسبوع مع احتساب النشاطات الخفيفة مثل المشي أو اليوغا. خطوات يومية فاعلة • ارتدي ملابس فضفاضة كي لا تضغط على الذراع أو الكتف، واختاري رباطاً رخواً لحمّالة الصدر كي لا يشدّ على الكتف. • لا تبالغي في حمل الأثقال واكتفي بأكياس صغيرة أثناء التسوق. • لا تسمحي بسحب الدم أو قياس ضغط الدم من الذراع التي خضعت للجراحة لأنها تكون أكثر حساسية بكثير. • طهّري ذراعك جيداً إذا لدغك البعوض أو تعرّضتِ لخدش أو حرق على مستوى الذراع، حتى لو بدت الإصابة حميدة، لأن أصغر التهاب قد يسبب وذمة لمفية. • احمي ذراعك عبر استعمال قفازين وارتداء كمّين طويلين أثناء الاعتناء بالحديقة لتقليص مخاطر الجروح. ربما تبرز الحاجة أيضاً إلى استعمال مشدّ مطاطي حول الذراع أثناء القيام بنشاطات معينة مثل الاعتناء بالحديقة أو ممارسة بعض الرياضات، أو إذا بقي الجسم جامداً لفترة طويلة (أثناء السفر في الطائرة لأكثر من ثلاث ساعات). متى تبرز الحاجة إلى علاج حراري وكيف يمنع ظهور وذمة لمفية؟ يمكن اللجوء إلى العلاج الحراري بعد فترة تتراوح بين 8 و12 أسبوعاً على نهاية العلاجات الأخرى. تستهدف هذه التقنية جميع مضاعفات العلاجات السابقة: جفاف البشرة، الندوب، مشاكل الحركة... لمعالجة الوذمة اللمفية، تسمح علاجات مصنوعة من ماء حراري وجلسات تدليك بتحسين الدورة الوريدية واللمفاوية. يقدّم المعالج بالحركة مساعدة قيّمة أيضاً لتجديد حركة الذراع والكتف ويقترح نشاطات جسدية ملائمة. يستهدف العلاج الوذمات الناشئة أو المتبقية. عموماً، تتراجع الوذمة على مستوى الذراع بنسبة 50% وتتحسّن حركة الذراع بنسبة 22% بين بداية العلاج ونهايته.
مشاركة :