«القبس» في أروقة إدارة شؤون إقامة حولي

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وسيم حمزة | «ارجع غداً 6 صباحا».. عبارة اعتاد موظفو استقبال إدارة شؤون الإقامة بمحافظة حولي ترديدها يوميا على أسماع المراجعين، لاسيما بعد انتهاء دوام ماكينة سحب أرقام الانتظار عند الـ 9 صباحا، ليأتي المراجع في اليوم التالي وينضم إلى طابور الصباح الذي تبدأ معه ساعات من الانتظار جلوسا أو وقوفا أحيانا كثيرة بسبب زحمة المراجعين. القبس، وخلال تواجدها في مقر الإدارة أمس، رصدت عددا من المواقف المحزنة والمزعجة التي بات يتسم بها أسلوب التواصل بين المراجع والموظف، ونستعرض أبرزها في الأسطر التالية: بالصدفة، ومع تواجدنا جانب كاونتر الاستقبال في مقر إدارة شؤون إقامة حولي، دخل أحد المسنين مع زوجته لتجديد الإقامة، وبدت عكازه ترتجف من قبضة يده اليمنى المتعبة، وتوجها نحو ذلك الموظف العابس دائما، والذي سرعان ما يبادر المقبلين نحوه بالسؤال المكرر: لمن المعاملة؟ كان السؤال هذه المرة موجها الى المسن الذي أجابه: لزوجتي، وساد الصمت لثوان معدودة بعد الجواب، ثم سرعان ما اخترقه رد الموظف الصاعق موضحا ان الدخول يقتصر على صاحب المعاملة فقط، طالبا من الرجل الوقوف خارج المبنى، ريثما تنهي الزوجة معاملتها. صمت المسن قليلا، لأن طلب الموظف آنف الذكر فكرة لم تكن واردة لديه بين مجموعة أفكار حملها مسبقا معه تركزت في مجملها على مواجهة ازدحام خانق لن يمكنه من الجلوس أو تأجيل إجراء المعاملة لليوم التالي، معتبرا أن مرور يوم إضافي من جملة الأيام الأربعة التي راجع فيها الإدارة وعاد خالي الوفاض، لن تضره شيئا، لكن طلب الخروج من المبنى بعبارة «يلا اطلع برا» والانتظار في أجواء درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة، هذا لم يكن في الحسبان قطعا. قسوة الألفاظ نعم، قالها الموظف للمسن: «اطلع انتظر في الخارج»، دون تردد أو مراعاة لسنه وصحته التي باتت أكثر تدهورا مع قسوة الألفاظ التي خرجت من فم الموظف، هنا تدخلت الزوجة لإقناع الموظف بإمكانية السماح للزوج بالانتظار في الداخل، ليخرج النقاش بين الموظف والمسن وزوجته أخيرا بتسوية تقضي بدخول الزوجة لإتمام المعاملة، وخروج الزوج المسن إلى الممر الذي يسبق الباب الرئيسي «وهو مُكيف» للانتظار منحنيا على عكازه، بينما الموظف جالس يتابع المشهد بحاجبيه المقطبين. القبس شهدت تلك الواقعة وساءها وقوف المسن الذي بدأت تظهر عليه علامات التعب، فحاولت التدخل مع ذلك الموظف، من منطلق لفت انتباهه نحو المسن الذي بدأ بتناوب قدميه لحمل جسده المثقل بالأوجاع، ونظره يطأ الأرض، تحدثنا إلى الموظف بأسلوب لم يتجاوز حدود مساعدة الرجل والسماح له بالدخول والجلوس في أي مكان يراه الموظف مناسبا، إلا أن طلبنا رُفض مبررا بقرار منع دخول المرافقين، لكن الموظف «جزاه الله خيرا» تأثر لحالة الرجل المسن، واقترح علينا حلاً ربما غاب عنا، هو دعوة المسن للذهاب إلى سيارته والبقاء فيها لحين انتهاء الزوجة من إتمام المعاملة! لا تعليق، لتأتي البشرى السارة بعد ساعة من الانتظار بانتهاء المعاملة ورحيل الزوجين. ومع هذا الموقف الذي تابعنا تفاصيله عن قرب، بات من حقنا طرح سؤال نضعه برسم المعنيين في إدارة شؤون إقامة حولي: كيف سيكون مصير صحة هذا المسن لو لم تنته معاملة الزوجة في غضون ساعة واستمرت 3 ساعات كالمعتاد؟ كيف كان حاله لو أخذ باقتراح الموظف بالجلوس داخل صفيح من الحديد الساخن مع مكيفات لا تقوى على تبريد نفسها بسبب موجة الحرارة التي تشهدها البلاد؟ لا شك ان قرار عدم اصطحاب المرافقين قرار صحيح، ويصب في مصلحة الموظف والمراجع معا، وعلى الجميع الالتزام به، لكن لماذا يتم تطبيقه باتباع طريقة «الحاجبين المقطبين»، مع ألفاظ الطرد وعدم مراعاة بعض الحالات الإنسانية والصحية الخاصة؟ وكما قال الشاعر محمد الفيتوري: «أيها السائق رفقاً بالخيول المُتعَبة / فقد أدمى حديدُ السرج لحم الرقبة» وللعلم فإن الابتسامة في وجه المُراجع.. صدقة.

مشاركة :