كشف الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام (القطار والحافلات)، عن اكتمال تصنيع أول آلة عملاقة لحفر الأنفاق العميقة ضمن مشروع قطار الرياض. وقال الأمير إنه يجري الآن إجراء الاختبارات المصنعية النهائية وإصدار "شهادة الجودة" للآلة تمهيدها لنقلها إلى الرياض في الأشهر المقبلة. جاء هذا خلال ترؤسه الاجتماع الدوري السادس لمتابعة سير العمل في المشروع صباح أمس في مكتبه بقصر الحكم، حيث جرى خلال الاجتماع مناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بشقيه القطار والحافلات، والاطلاع على خطوات العمل التي يتم تنفيذها من قبل الائتلافات والصعوبات التي تواجههم. وأكد الأمير عدم وجود صعوبات كبيرة تواجه المشروع، بقدر ما أن هناك خطط للاستعداد لهذه الصعوبات تضع الحلول المناسبة. ونوه إلى بدء العمل في مشروع القطار ضمن عدة محاور، تشمل تنفيذ المحطات الرئيسة، وإجراء اختبار للتربة، إضافة إلى تجهيز مواقع آلات حفر الأنفاق العملاقة TBM، والاستعداد لاستقبالها قريبا. موضحا أنه خلال الأشهر المقبلة ستصل آلات الحفر إلى مواقعها في المشروع، وقد تم تشكيل لجنتين فنية بمشاركة شركة المياه الوطنية والشركة السعودية للكهرباء لتذليل الصعاب التي تواجه أعمال الحفر وشبكات المرافق العامة. وبين رئيس الهيئة، أن ذروة العمل في المشروع ستكون في العامين المقبلين، ابتداءً من شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) المقبلين (ذو القعدة وذو الحجة)، داعيا سكان مدينة الرياض إلى التعاون لإنجاز هذا المشروع الأكبر من نوعه في العالم. وتابع الأمير: "لاحظنا خلال الاجتماع التعاون والحماس وروح العطاء الذي وجدناه من قبل جميع المشاركين في المشروع من القطاعات الحكومية والشركات مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وهو أمر يسرنا حقيقة للوصول بمدينة الرياض إلى المكانة التي نتطلع إليها جميعا". ونوه إلى أن خطة المرور والتحويلات الأرضية قد يكون بعضها جريئا، إلا أن النتائج النهائية ستكون في مصلحة المواطن بعد اكتمال المشروع. وأضاف: "الخطط المرورية أعدت مسبقا بشكل ينسجم مع مواعيد الحفر في المواقع، وسيعقد اجتماع في الأسبوع المقبل لبحث هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلا بالتنسيق مع مرور منطقة الرياض". وتابع، أن الخيارات مفتوحة بالنسبة للخطة المرورية بهدف تحقيق انسيابية حركة السير في مدينة الرياض، بما في ذلك تغيير أوقات الدوام في المدارس والمؤسسات الحكومية، وقال: "لن نلجأ إلي هذا الخيار إلا إذا اضطررنا إليه، بهدف تحسين السير وتسهيل الحركة المرورية في الرياض". وأضاف الأمير تركي بأنه تم البدء في تجهيز المرحلة الأولى في جنوب الرياض من مشروع شبكة الحافلات في جنوب مدينة الرياض، وذلك من خلال إعداد الشوارع وتنظيمها استعدادا لتنفيذ المشروع. من جانبه أوضح المهندس إبراهيم السلطان، عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن الاجتماع تابع الأعمال الجاري تنفيذها حاليا ضمن المشروع من قبل كل من ائتلافات "باكس" و"الرياض نيوموبيليتي" و"فاست"، والأعمال المقرر تنفيذها خلال الربع الثالث من العام الجاري. وأشار إلى تواصل العمل في عمليات اختبارات التربة والكشف عن الخدمات وتحويلها، وتنفيذ المنشآت المؤقتة للائتلافات كمساكن العمال ومواقع تجهيز الخرسانة والمستودعات والخدمات اللوجستية، وتوريد آلات تجهيز الخرسانة ورافعات الجسور. هذا إلى جانب الشروع في تجهيز وحفر مواقع انطلاق آلات حفر الأنفاق العميقة على عدد من المسارات، ومن بينها: موقع انطلاق آلة حفر الأنفاق للمسار الخامس بالقرب من وزارة التربية والتعليم، وموقع انطلاق آلة حفر الأنفاق للمسار الخامس بجوار قاعدة الرياض الجوية. وأضاف، أن أعمال الحفر في محطة العليا الرئيسة تسير بشكل متسارع، حيث يجرى حاليا حفر الموقع وتجهيزه لاحتضان آلات الحفر المتتابع التي تنطلق من موقع المحطة على المسار الأول. فيما تتواصل أعمال الحفر في محطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي بالتوازي مع أعمال تحويل كابلات الألياف الضوئية الخاصة بالمطار من موقع المحطة، بينما بدأت أعمال تنفيذ كل من مركز المبيت والصيانة للمسارين الرابع والسادس، ومبنى مركز التحكم والتشغيل بجوار جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. وفي جانب مشروع شبكة الحافلات، يجري العمل حاليا على تنفيذ تعديلات الطرق للمرحلة الأولى من مسارات "شبكة الحافلات ذات المسار المخصص" في كل من: طريق حمزة بن عبد المطلب، طريق ديراب، طريق الأمير محمد بن عبد الرحمن، طريق الخرج. هذا في الوقت الذي جرى فيه طرح عقود تنفيذ البنية التحتية لمشروع مسارات الشبكة في المرحلتين "الثانية والثالثة" اللتين تغطيان وسط وشمال المدينة، في منافسة عامة. وخلال الاجتماع، جرى عرض التصميم الداخلي الموحد لعربات القطارات، وما تضمنه من تقنيات حديثة، ومقاعد مريحة، وخدمات تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، وتنقسم كل عربة من عربات القطار إلى ثلاثة أجزاء: الدرجة الأولى، العائلات، الأفراد. كما تناول الاجتماع، خطط الهيئة بالشراكة مع الجهات المختصة، لاستقطاب وتأهيل وتدريب الكوادر السعودية في المشروع، والعمل على إكسابهم الخبرة العملية في مختلف أنشطة النقل العام من خلال تدريبهم على رأس العمل في الشركات العالمية المنفذة للمشروع.
مشاركة :