مفاتيح ترشيد الإنفاق بيد من ؟

  • 7/16/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

من أهم أدوات التحول ورفع كفاءة الانفاق ترشيد الانفاق وخفض التكاليف، ومن أهم التحديات التي تواجه التحول هي رفع كفاءة الانفاق وترشيده، وبالمقابل أيضاً خفض تكاليف المشروعات المبالغ فيها بشرط التمسك بالجودة وتعزيز النزاهة وتحقيق الرفاهية للمواطن ...وهذه المعادلة المعقدة قد تصطدم بالكثير من المقاومة وخلط الأوراق والمصالح فالترشيد بصفة عامة وخفض التكاليف غير مرحب به ولن يعجب أصحاب المصالح سواء المستفيدين بشكل مباشر من هذا التغيير أو من الذين يسعون لحماية مصالحهم حتى وان كانت مصالح بسيطة لا تتعدى اطار الوظيفة. الكثير ممن تعودوا على الميزانيات المفتوحة وغير المقننة ينزعجون من مجرد الترشيد أو خفض التكاليف ويتهمون الآخرين بالتبذير والاسراف مما جعلهم في قفص الاتهام وأدى بهم الى عدم التعاون والمقاومة والمزيد من الدقة والحذر، هذه المخاوف لا تغدو كونها مخاوف شخصية مرتبطة بالمصالح الشخصية أو لنقل ذاتية أو فردية بينما لو تم النظر الى الموضوع من منظور شامل كالمنظور الوطني والمؤسسي فأن تلك المخاوف من المتوقع أن تتبدد عندما تطرح فكرة الترشيد والادخار وخفض التكاليف من ذلك المنظور... وعندما يصاب البعض بالهلع والخوف ليس لأن الموضوع موضوع وطني وان له آثاراً إيجابية على الأجيال القادمة وانه ايضاً يساعد في استدامة التنمية والرفاهية لهم بل ينظر له من منظور فردي له علاقة من الناحية النفسية بالشعور بالأمن المادي والأمن الحياتي لأنه أتى على جرح هام من جروح الحياة وهو الادخار مقابل الاستهلاك غير المنظم وغير المقنن، فالكل ينتابه الخوف من أن ينال هذا الترشيد من جيبه أو مدخراته اذا كانت لديه مدخرات لذلك يخاف ويتوجس ويحجم عن التفاعل. الناس اليوم تجاربهم السلبية ومخاوفهم المتعددة حول الاحتفاظ بالمادة وغالبية الأشخاص يستدينون لكي يستهلكوا في الوقت الذي يعاني الاستقرار الاقتصادي من عدم توازن ناهيك عن التجارب السلبية التي عاشوها في الماضي ويعيشها البعض نتيجة الإخفاقات المتعددة في الاستثمار سواء في الأسهم والآن في العقار... فلو ادخر الشخص ما لديه من مال لمجرد الادخار وليس الادخار والاستثمار فلن يحصل على المزيد من المال كون المال والادخار والتوفير بدون قنوات استثمارية آمنة وفي نفس الوقت تجارب متعثرة يخلق المزيد من المخاوف والقلق على المستقبل الحياتي بصفة عامة للافراد ومما يدفعهم الى المقاومة وخرق النزاهة وهدر المال العام مقابل الحصول على مكاسب سريعة وفي وقت محدد ثم عدم المشاركة في التحول. أعتقد على خبراء التحول المعنيين بترشيد الانفاق حل هذه العقدة النفسية والاجتماعية للخوف من الترشيد وخفض الانفاق من خلال الاستعانة بخبراء في علم النفس والاجتماع والاقتصاد لتوفير برامج توعوية عملية تحد من المخاوف والقلق تجاه هذا التحول بالإضافة الى تعليم الأشخاص كيف يكون لديهم الخطط البديلة الشخصية التي تحقق لهم التوفير ثم الادخار ثم استثمار ما قل منه أو زاد مع إيجاد قنوات ومنتجات استثمارية وطنية تشرف عليها الدولة لضمان تقليل مخاطرها ولتشجيع الناس على الدخول فيها وبالتالي تستطيع الدولة بث روح التفاؤل والشعور بالأمن الحياتي لفئة كبيرة من المجتمع وتقلل معه مقاومتهم لأي برامج للترشيد وخفض الانفاق . اليوم أغلبية خبراء التغيير والتحول يتفقون على أن أي عملية تحول أو إعادة هيكلة لأي نظام اقتصادي لابد من مشاركة مجتمعية وفردية من منطلق أن الناس هم أدوات النجاح وهم المستفيدون وهم بالتالي من سيسوقون لأي فكرة يشعرون بأنهم شركاء فيهم وبالمقابل هم من سيضغطون على القلة من أصحاب المصالح والمقاومين للنزاهة في أن يكفوا عن نهب المال العام واهداره وأن لا يضع الا في مواضعه وأماكنه الحقيقية بدون مبالغة في التكاليف وسنجد المواطن الشريك يحاسب أي فاسد أو مقصر ويكون عوناً للدولة وقراراتها وبرامجها.

مشاركة :