تكشف الأزمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر عن قيام الدوحة منذ سنوات بالإغداق على المؤسسات الإعلامية الغربية بالأموال والهدايا الفاخرة، وحشد كتَّاب الرأي العام الغربي إلى جانبها بطريقة غير مباشرة، إضافة إلى شراء الدوحة أسهمًا في عدد من الصحف الغربية الشهيرة.تمويل مراكز بحثية لمنع انتقاد الدوحة كما تموِّل قطر مراكز بحثية، من ضمنها مركز بروكينغز، ومقره واشنطن. ويعمل في هذا المركز العديد من كتّاب الرأي في الصحف العالمية، ويحتل المرتبة الأولى في قائمة مراكز البحوث الأكثر تأثيرًا عالميًّا، وتلقى دعمًا ماليًّا من الدوحة على مدى سنوات، ودفعت الدوحة ما يقرب من 15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات من أجل إنشاء مركز بروكينغز الدوحة. وفي تقارير سابقة كشفت بعض الصحف الأمريكية عن وجود اتفاقات ضمنية، تقضي بألا يكون هناك انتقاد للحكومة القطرية المانحة في التقارير التي يصدرها المركز، كما أن هناك لقاءات دورية تجمع باحثين من المعهد مع مسؤولين في الحكومة القطرية لمناقشة أنشطة وتمويل المركز، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم عضو في المجلس الاستشاري للمركز.الاستحواذ على وسائل إعلام عالمية وتؤكد تقارير إعلامية بريطانية أن صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تخضع لملكية الحكومة القطرية في محاولة منها للسيطرة على الصحف العالمية واسعة الانتشار، واستخدامها في انتقادات حادة، ونشر الشائعات حول الدول الخليجية والعربية، خاصة ضد السعودية والإمارات ومصر. واستحوذت قطر على المبنى الذي يضم مقر صحيفة "لوفيغارو" ومكاتب السفارة الأمريكية في قلب باريس، من خلال صفقة بلغت قيمتها نحو 300 مليون يورو. وتعمل الحكومة القطرية بشكل مستمر على دفع إعلانات تجارية لبعض الصحف لمنعها من نشر قضايا تتعلق بالفساد وأوضاع حقوق الإنسان في الداخل القطري.9 مليارات دولار تنفقها على مواقع التواصل كما أنفقت قطر نحو 9 مليارات دولار في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستغرام وسناب ومواقع إلكترونية مختلفة للترويج لأفكارها، والدفاع عنها في كل المناسبات، والعبث بأمن الدول العربية وتوجيه الرأي العام لخدمة مصالح الدوحة. تسخير الجزيرة ومنصات إعلامية لمحاربة الدول العربية إلى جانب ذلك تضخ قطر أموالاً طائلة على قناة الجزيرة ومنصاتها الإعلامية للترويج للسياسة القطرية، ومحاربة الدول العربية، وخلق كيانات إعلامية في بريطانيا لتشكيل شبكة إعلامية، في مقدمتها جريدة العربي الجديد، وقناة العربي التي يمتلكها مستشار تميم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، إضافة لتمويل مراكز أبحاث ودراسات في الدوحة، تصدر تقارير بحثية حول الأوضاع الجارية في دول ما يسمى بالربيع العربي. ويأتي في مقدمة أذرع الدوحة موقع العربي الجديد، وعربي 21، وهافينغتون بوست العربية، وميدل إيست آي، والمونيتور، وغيرها من المواقع المحرضة ضد الإمارات والسعودية، التي لا تتناول السياسة القطرية إلا بالدعم والتأييد. ويرتبط موقع ميدل إيست آي بشكل مباشر مع كبار المسؤولين من قناة الجزيرة الفضائية، وتم إنشاؤه بشكل مباشر من قِبل المسؤول عن المشاريع الخاصة بمكتب رئيس قناة الجزيرة منذ عام 2009 جوناثان باول، الذي قضى أشهرًا عدة في بريطانيا لتأسيسه؛ ليكون تحت غطاء موقع إخباري تحليلي مستقل. وقد سبق أن تناولت الصحف البريطانية في تقارير عدة قيام قطر بأدوار غير جيدة في العالم، من أهمها ما يحدث في المملكة المتحدة؛ فعنونت صحيفة دايلي ميلي في تقرير "كيف اشترت قطر بريطانيا".
مشاركة :