وهو حلم سعدنا به ما دام، ولكنه سرعان ما أُجهض، وهو إنشاء مدن اقتصاية خارج مثلث المدن الثلاث: جدة، الرياض، الدمام، التي تكدست بالمصانع وازدحمت بالسكان الأحياء منهم والأموات، إذ إنّ المقابر فيها ضاقت ولم تعد تستوعب المزيد، وكانت هذه المدن الاقتصادية ستحل هذه المعضلة وغيرها الكثير، وفي هذا الصدد قال الدكتور سالم باعجاجة الأكاديمي في جامعة الطائف: «ستجني الدولة دخلا كبيرا من المدن الاقتصادية مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية، كما اعتقد أنها ستفرز وظائف هائلة للباحثين عن العمل في السعودية بحدود ألف وظيفة للشبان والشابات..الخ». أي أنها ستحل مشكلة البطالة دون الحاجة إلى برامج ضررها أكبر من نفعها كبرنامج نطاقات، كما أنها البديل في المستقبل للنفط إذا غاض أو حلت بدائل محله، وقد تهيأت كل سبل النجاح، فيما أعرف لمشاريع هذه المدن، فمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية تقعان بجوار مصفاة ضخمة ومجمع بتروكيماوي ضخم، ومدينة المعرفة تقع في المدينة المنورة وفيها بنية تحتية متقدمة، وقد بادرت الدولة بدعم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمبلغ ضخم حين تعثرت، ولكن بدون طائل، وتحولت مدينتا الملك عبدالله ومدينة المعرفة إلى شركات عقارية، والاتجار بالعقار لا يضيف أيّ قيمة للناتج المحلي كما لا يخلق عمالة، أما مدينة جازان فدخلت فيما يبدو في غيبوبة، فواأسفاه على الحلم الذي أُجهض.
مشاركة :