كل عام جديد يزفّ إلينا ميزانية تحتوى على أرقام فلكية لمشاريع معتمدة، ولكن حين نأتي للحساب الختامي لكل عام، نجد أنّ ما نفذ فعلاً لا يكاد يذكر، وأنّ الكثير من المشاريع قد توقف أو تعثر، وأننا قبضنا على الريح، ولكن مع هذا فالأمر يهون حين نأتي إلى مشاريع عقدنا عليها الكثير من الآمال لأننا رأينا فيها طوق النجاة الذي ينقذنا من ربقة الاختناق الاقتصادي الذي نعاني منه، والذي يتمثل في اعتمادنا على مصدر واحد لدخلنا القومي الذي فيه معاشنا وعماد مستقبلنا وهو البترول، وهذه المشاريع هي المدن الاقتصادية: مدينة حائل ومدينة المعرفة في المدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ والمدينة الاقتصادية في جازان، وكانت البداية تبعث على التفاؤل ولكنه سرعان ما تبدد، فمدينة حائل لم يعد لها وجود، ومدينة المعرفة لم يعد لها ذكر، أما مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فتعاني من الموت البطيء رغم دعم الدولة لها، وقد قرأت أخيراً عن الأعمال التي أنجزت فيها والتي اطلع عليها سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، فلم أجد شيئاً يجدر ذكره، ولعلها تنتظر رصاصة الرحمة، أما مدينة جازان فلا نستطيع أن نحدد مصيرها بعد، وهذه حقاً مأساة فبدون هذه المدن لا يمكن أن يكون لنا مستقبل، فهل نسارع إلى استدراك هذا الذي فاتنا وأهملناه؟
مشاركة :