كان هناك اعتقاد سائد بأن معدلات الإنتاجية سوف تزداد بشكل ملحوظ في القطاعين الحكومي والأهلي في أعقاب التوسع في استخدام التقنيات الحديثة وأنه ربما يتم الاستغناء عن عدد من العاملين في القطاعين المشار إليهما، إلا أن الدراسات لم تؤكد ذلك، فآخر دراسة أجرتها إحدى الشركات الوطنية الكبرى أكدت أن معدل الإنتاجية الفعلية للموظف في القطاع الحكومي ساعة ونصف في اليوم وفي القطاع الأهلي يقترب من أربع ساعات. الذي يبدو للكثيرين من المهتمين أن أزمة الإنتاجية تخضع لمعايير أهمها سوء الإدارة فالتخلف دوماً تخلف إداري وليس اقتصادياً كما يتبادر للبعض وغياب العمل المؤسسي في التخطيط والأداء والمساءلة وقلة العناية بالتدريب والتأهيل أسهمت إلى حد كبير في تدني الإنتاجية، كما أن هناك من يرى أن غياب الحوافز أسهم أيضاً في تدني الإنتاجية حيث يتساوى صاحب الإنتاج العالي مع صاحب الإنتاج المتدني، والبعض يؤكد أن من الأسباب غياب العدالة في تقييم الأداء والتحيز في الرصد يقابله عدم تطبيق المعايير وقياس الأداء بالشكل الذي وضعت من أجله مما يسبب الإحباط لدى البعض. من بعض الملاحظات التي رصدت في هذا الشأن هو عدم حب الانتماء للجهة التي يعمل فيها البعض ،ويكون التركيز منصباً على إرضاء الرئيس المباشر، والرئيس المباشر هو أيضاً منشغل لإرضاء من يرأسه وهكذا دواليك، وبالتالي فلا عجب أن يتم اختطاف المخلصين والمنتجين الفعليين ويكون للمتسلقين حظ أوفـر. نحن الآن في الاسبوع الأول من رمضان ويفترض أن يكون الصائم في قمة عطائه حيث تهذيب النفس وترويضها على الصبر والإحسان وهو أحد مقاصد الصيام ومن كان ينتظر المثوبة من البشر فإن رب العالمين قد تكفل بها في هذا الشهر الفضيل وفي غيره من الشهور (والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً) وأجدها فرصة سانحة لأذكر نفسي وغيري بأن لا نطلب الثواب إلا من رب العباد، وإذا وليت أمر الآخرين فلتكن تقوى الله في السر والعلن هي ديدنك، ونقول لكل أؤلئك الذين يتصيدون الفرص ويركزون على المصالح الخاصة والتعصب القبلي أو غيره على حساب الحق العام أو حقوق الآخرين، أقول لهم عاهدوا الله على التخلي عن هذا النهج لتنالوا رضا الرحمن والغفران والعتق من النيران. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :